ثم أتى على ما يحكى غفلة إلى المخزن الذي عليه العمدة في سائر الأمول النافعة والناكلة ، وهم الدوائر والزمالة في شهر جليت (كذا) من السنة المذكورة ، فألفاهم في مهرجان الشوفان وسأل منهم الإذعان والنصر له فأبوا ذلك ورجع فورا خفية إلى بلدته المسطورة فقتل الموسوس آغة صبيح غيلة ، وجمع جيشا للعثو وأظهر الحيلة. ثم ثار بفليتة رجل اسمه بالصافي ، وبصدامة رجلان لنيل الوافي أحدهما اسمه السي قدور بن جلول ، والآخر سي بن حليمة في القول المقبول ، وهؤلاء الثلاث خلفاء على أبي معزة ، وجعل آغة على بني نسلم اسمه بن رغيوة ورام فوزه.
وارتبط الأمير مع الجهة الغربية من بني يزناس وأولاد ملوك وبني واسين والأعشاش ، والترارة والسواحلية وندرومة والغسل وبني وارسوس وغيرهم من الأعراش فعند ذلك خرج عن الطاعة الغسل وترارة وولهاصة وسائر بني عامر ولما نزل بتافنة حرق قنطرتها وقنطرة يسر / وسدت الطرق عن مرور العابر وقتل أولاد ورياش كماندار (كذا) سبدو حاكم بير العرب وما معهما من الجيش وقتل جعافرة الضاية الكماندار شراس وقتل قايد سعيدة بعرشه الجيش الذي بسعيدة وأفسد البلد وحرق ديارها وأندرها وقطع سبل الاحتراس ، وقتل بنوا مديان حاكم تيارت بما معه من الجيش ، بعد تمكينه بيد الأمير على ما قيل. وانجلا (كذا) أولاد الشريف والأحرار وغيرهم عن أماكنهم وأذعنوا للأمير وكثر في العمالة الطيش ، وحرق بنوا مريانن ما بوزغت من الحشيش ونهب الفراقة الأمتعة الذاهبة من وهران للمعسكر ، وحرقوا القناطير (كذا) والقراريط إلى أن صارت تلك السنة تعرف بسنة القراريط ، وخرج عن الطاعة بنوا شقران وصار القتال بينهم وبين محلة المعسكر ثلاث أيام بغاية التحريش ، كما خرج البرجية الجبلية من مدينتهم للأماكن الموعرة ، ومن بالوطا منهم تحصن بالعريش ، وثار بالحشم الشراقة سي عبد القادر بو طالب المختاري ابن عم الأمير بأمر آغة الحشم قادة بالمختار.
وقتل من بحائطة المعسكر من الناس ولم يخشى من الواحد القهار ، وثار بالقلعة محمد بن حسن ، وبسجرارة الحاج محي الدين بن مخلوف وعمت البلوة من الأصنام إلى مغنية إلى أن فر الألف من المألوف ، ولم يبق على نصيحة