وأما كون أهل الدائرة قد اتفقوا في غيبتنا على قتل العسكر الأسير ، فإن اتفاقهم كالعدم بقدرة الله القدير ، وأن هؤلاء الأسارى ليسوا عندهم وإنما هم عندنا بالبيان. وهم في الحقيقة ليسوا بأسارى وإنما هم أهل أمان. وأن مؤنتهم (كذا) ليست من عندهم حتى يتضرروا بها وإنما هي من عندنا من بيت مال المسلمين ، الذي يجمع في الغزو وغيره بالتعيين ، فمؤنتهم (كذا) ومؤنتنا (كذا) وأهل الدايرة كلها من عند الله. ونؤكد عليك أن تكف أعيان الدائرة المجتمعين على هذا الرأي الفاسد المتكلمين به الشائع في الأفواه. وإن هم قتلوا شخصا واحدا فإن من ظفرت به منهم ننتقم منه بإذن الله انتقاما جامدا. واحذر نفسك من خديعتهم لك بقتلهم ليلا وإن راموا ذلك فبادرهم بالقتل قبلا ومكن الأسارى من سلاحهم ليكونوا لك عونا ودعهم في محلهم حتى يفتح الله علينا وعليهم ويجعل لنا ولهم صونا وأني سأقدم نحوكم بإذن الله والأمر كله بيد الله.
قال ثم ارتحل إلى بني مدوّر بوادي تاسالة الشرقية وأقام به يومين ، ثم انتقل إلى مطمر الخرابشة فنزل به وبات وقلبه متعلق بالأسارى بالدائرة بغير مين. ثم ارتحل من الغد وجدّ السير ليلا ونهارا لنجع آغة شورار. وكان بناحية المسيلة بالصحراء في القول المختار. ولا زال سائرا إلى أن بلغه فأرسل جيشه عليه وأخذه أخذة رابية. ولما رأى شورار ذلك سأل الإذعان وأذعن قولة وافية وكانت خيول جيش الأمير قد كلّت من السير المترادف وعجز نحو الثلث من السير ، وتخلف الأمير بمخزنه عن سرعة السير فبينما هم في تلك الحالة وإذا بمحلة الدولة قد ظهرت وله قاصدة فنكث شورار في فعله وأذعن للدولة وصار بعرشه معها وهي على الأمير وافدة وحصل القتال الشديد بين الفريقين في صحيح الأخبار فانهزم الأمير بجيشه وكانت الدائرة عليه واتبعته تلك المحلة إلى وادي أبي حمار وقد ظفرت بالعاجز منه وبنصف الغنيمة التي أخذها من عرش شورار ونجا في فل جيشه فبات بوادي أبي حمار ، ثم ارتحل من الغد مغربا بما معه من الجيش رحلة الإياس من المشرق ولا يزال يتنقل من محل لآخر في الأشهر إلى أن اجتمع بخليفته سي قدور بن علال والثائر أبي معزة بأصحابهما في الخضر لكون أبي معزة فرّ من الظهرة لما تكاثرت عليه محال الدولة ، كما فرّ / سي قدور بن علال المذكور من وانسريس لما تكاثرت عليه محال الدولة وقد عجز