عن الصولة ووقت اجتماعه مع من ذكر بالخضر بلغه الخبر القطعي من المغرب بقتل الأسارى وهو بالسواقي الحمر فتأسف كثيرا وجد السير مرادفا للمراحل إلى أن وصل إلى دائرته في حالة الهوان والخسر. قال ولنرجع إلى وقائع عمالة وهران مع الدولة ، وكيفية جولانها بها وإظهارها الصولة ، ففي جانفي من سنة ستة وأربعين وثمانمائة وألف مسيحية جاءت الحوادث طائعة بعد انهزام أبي معزة والمقاتلة مع خيالة الأمير بحافة مدغوسة قولة ساطعة ، ثم سأل صدامة الإذعان لما نهبت مطاميرهم الدولة ولحقهم الجوع الفادح فلم يقبل منهم الجنرال ذلك إلا بعد إعطاء خطية كبيرة في القول الواضح ، وهدم سور فرندة وجعل بها حامية للدولة ، وأخذت أربعة دواوير من مرابطي الأحرار وهم في حالة المذلة. ورجعت محلة الدولة لسعيدة وكان الفصل شاتيا ، فأخذت من بطريقها وأذعنت الحساسنة للدولة بمشتت مايه وصار حالها وافيا ، ثم غزت المحلة على بني مريانن في شهر فبري من تلك السنة فأخذتهم بغتة أخذة معينة وفي شهر مارس من تلك السنة رجع أبو معزة من مدغوسة لناحية الظهرة. وهجم على الكثير من دواويرها (كذا) وأعراشها إلى أن هجم على أولاد سيدي عريبي في بالعسل في القولة ذات الشهرة فتلقاه ليتنان كلونيل (كذا) مليني بجيشه من مستغانيم وقاتله شديدا إلى أن هزمه أبو معزة ورجع في تسليمه فريدا. ثم جدد جيشا لقتاله فكان الفوز للكلونيل وخلف ما ضاع له وكثرت عليه المقاتلة ، ولم يبقى صدوق للدولة إلا أصحاب الشط الشمالي من أهل الشلف صدوقة المباتلة. وفي شهر أبريل من تلك السنة غزت الدولة على الشلافة والهرارسة وهجمت على مجاهر والأمير بشرق قبلة العمالة في القول الظاهر. فأخذت الهرارسة ومن كان عدميا بقربها أخذة رابية ، وأشفت غليلها منها شفوة شافية ، ونزلت بسور كلميت فألفت به مطمرا كان لها فيه كافية من الشعير ، ثم جعلت قنطرة على شلف وعبرت عليها فأخذت الشرفة أخذة أورثتهم للتدمير ، ثم اتبعت فورا أثر الأمير بالأماكن التي فيها ، فلم تشعر به إلا أن مربوطاء مينا وعرجة القطف وصدامة وتوجه للناحية الشرقية وقد خفا (كذا) سيره عليها فحارت في أمره للسطارة التي هو فيها ، فاتبعت أخباره وتوجهت لناحية قجيلة إلى أن وصلت للوسخ وإلى غاي ولم تجد لذلك حيلة ، وتمادت في سيرها إلى أن لحقت بالأحرار وأولاد خليف فغنمت