منهم نحو تسعة آلاف من الغنم وأذعنوا للطاعة ، وجعلت عليهم خطية عظيمة تودى بالاستطاعة.
وفي شهر ماي من السنة المذكور / الموافقة لسنة اثنين وستين ومائتين وألف من الهجرة المبرورة ، صارت الكلون (كذا) متفرقة بالسكنى في الاقليم الجزائري لاحيائها ، وإزالة مشعراتها وتمدينها وتفجير مائها.
وفي شهر جوان من السنة نفسها اطمأنت نفوس الكلون بالسكنى وقسمت عليهم الأراضي للتمدين ، ورأوا الاقليم يوافقهم للمكث وزال ما بنفوسهم من الحدس والتخمين ، ورتبت الدولة قوانينها على أن تجعل الأحكام سبيلا ومنتيرا ، وحكاما جنرالات وابريفيات (١) للتصرف بالإقليم تصرف جميلا شهيرا. وجهز الكلونيل رنول (RENAULT) محلة ذهب بها للشلالة لكونه سمع بأن الأمير مدّ يده عليها في تحقيق القوالة ، وكان المريشال لم يرضى بنزع الأرض من يد العرب وإعطائها للأوروبيين ولا ما استعمل فيها من القوانين ، لكونه رأى العرب قد تضرروا من ذلك وأعطاهم الحق في الضرر وقال اللائق بالدولة الرفق بالعرب في الحركة والسواكين لكن الدولة أبرمت أمرها وصار فعلها قانونا مؤرخا بتاسع ديسانبر سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وألف بالتحقيق ، وأبرز العمل به بهذا الاقليم بعناية التوفيق ، وأن العرب تؤخذ منهم البلاد للمعمرين لها بالثمن بلا ريب. وقد كان آغة مصطفى عين للدولة أرض البايلك التي كانت في حيازة الأتراك فدخلت في يد الدمين (٢٦٣) بلا ريب وذلك في سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وألف باشتهار ، فجرى ذلك العمل في سائر الأقطار.
ثم فر بنو عامر عن بلادهم وبقي جبل تاسالة وجبل القعدة بما فيها من الوطاء إلى رأس الماء خاليا من أهله ، وأما وطاء ملاتة فهو عامر بأهله لكون كل واحد ملاحظ بشكله.
__________________
(٢٦٢ م) الكولون هم المستوطنون الأوروبيين من الكلمة الفرنسية : Les Colons.
ومنتيرا هم العسكريون من الكلمة الفرنسية : Les Militaires.
وبريفيات هم حكام المقاطعات من الكلمة الفرنسية : Les PrefetS.
وسفيلا هم المدنيون من الكلمة الفرنسية : Les Civiles.
(٢٦٣) يعني ملك الدولة من الكلمة الفرنسية : Domaine.