محترمة وهي في بطحاء وادي فظنوا أنها للأمير وهو في حلته. ولما سمع ابن السايح حس المهاميز وحوافر الخيل خرج مسرعا فألفاهم قرب بيته فقال من هؤلاء فقالوا جيش الأحمر جئنا للتبرك بالأمير ونيل حرمته وبيدينا مكاتب الباشا الأحمر بعثها له فقال لهم هو أمامكم وتلك بيته وأراهم إياهم فظنوا أن ذلك خديعة لهم وتكلم البارود من عندهم بالقوة في قولة من رواها. فبعث ابن السايح للأمير وأمر من معه بالضرب وركب فرسه. وكان من الشجعان فجال بأصحابه في وسط حومة الميدان إلى أن فرقهم وساروا في فلولهم ولما سمع أهل الدائرة تراكم البارود اجتمعوا على خيولهم وكان الأمير معهم فقاتلوهم شديدا سريعة وهزموهم هزيمة شنيعة وركبوا أكتافهم وهم منهزمون من غير التفات ، فلم يرجعوا عنهم إلى أن أوصلوهم لقرب محلتهم فرجعوا معهم بعدما أتوا منهم لثمانين فرسا غنيمة قتلوا أهلها بالإثبات ، ولما حل هذا الأمر بعث الأمير لخيالته بأن يأتوه ويدعوا بقارت الرعاة بدوا بالدائرة ، ولما اجتمع بخيالته بعث للطالبين المذكورين بالإتيان ليجعل جيش الأحمر بباشته في شبكة الدائرة ولما جاآه أمرهما بالذهاب ليلا مع العسكر لمحلة الأحمر لمعرفتهما بالطريق وهو بخلفائه وخيالاته وقوم الدائرة في أثرهم بالتحقيق ، وأمر رايس (كذا) كبراء العسكر. والعسكر وهو سي الحبيب بن التراري الحشمي بأن يأمر كل كبير يأمر عسكره بأخذ السلاح والذهاب مع الطالبين لمحلة الأحمر ومن أعانه من القبائل لمقاتلهم (كذا) مقاتلة الفلاح فامتثل الكل أمره وذهبوا مع الطالبين ليلا ، وجد الطالبان بالعسكر السير سيرا عجلا ثم ركب الأمير في إثرهم بخيالاته وخلفائه وأغواته والمطاوعة وسار وكانت ليلة ممطرة لا يطيق فيها أحد على المنازعة فسبق الطالبان بالعسكر وتربص الأمير بمن معه لما حل به من المطر والظلام بحيث صارت قوائم الخيل تسوخ بالأرض من شدة المطر وهم في الظلام ثم سأل الأمير رايس (كذا) العسكر المذكور عن العسكر فقال له أنه لمعنا والحال أنه لا علم له بشيء من سرعة سيره مع الطالبين لشدة المطر والظلام في المشتهر ولا زال الأمير متربصا في سيره بجيشه يترقب ظهور الضوء لكون الفجر قريبا من الطلوع فبينما هو في المكالمة مع الجيش وإذا به رأى شفق البارود وتعدد ضربه بناحية الأمير فقال الرايس (كذا) العسكر غررتني إلى أن هلك جيشي وانقطع عسكري وصرت في