حالة المخدوع ، ثم أسرع في السير بجيشه إلى أن وصل للمدشر وبه أحاط ، فوجد الأمير قد تم إتمام نشاط بأن قتل العسكر من محلة الأحمر ثمانمائة وأخذوا المحلة بأجمعها وظفروا بالأحمر بغاية التحصيل. فقتله محمد بن الخير الذي هو آغة بموضع الميموني الذي هلك واجتز رأسه وجعله على رمح طويل. وهذا محمد بن الخير قد كان ارتكب ذنبا يعاقب به وتضرر بذلك الأمير ، فأمر بعقوبته إذا ظفر به لكونه فر ، ولما قتل الأحمر عفى عنه الأمير ، وتركه / في رتبته وظفروا بابني الأحمر وجاريته وفرسه الأشقر بسرجه ذهبا وجميع ذخائره.
ودخل الطلبة المشارقة الذين مع العسكر لغرفة الأحمر وشرعوا في تلاوة القرآن جماعة لهم دوي عظيم نكاية لنظرائه. وفي وقت المقاتلة افترق العسكر على المحلة فلم يهتدوا بعد الفراغ من قتلها لبعضهم بعض لشدة الظلام. فقال أحد الطالبين لصاحب الترنبيط (كذا) وهي الموزقة (كذا) الذي معهما اتبعني لجمع العسكر والانتظام. فصعد به لمحل مرتفع وأمره بضربها ولما سمع العسكر صوتها أتوها إلى ان اجتمع الجميع عندها بالتحرير. ثم ذهب الطالبان بالعسكر لقصبة الأحمر إلى أن علا النهار فذهب الجميع مع الطالبين عند الأمير ، فجاء الأمير ودخل إلى القصبة ثم ارتحل راجعا بجيشه بما في أيديهم من الغنائم لدائرتهم إلى أن استقر بها في فرح وسرور. ثم أن الحشم وبني عامر والجعافرة المضافين لهم الذين ذهبوا سابقا من عند الأمير كاتبوا الأمير بالقدوم إليهم لأنهم صاروا مع المغاربة في المقاتلة ذات الشرور. ولما بلغه الخبر (كذا) سار لناحيتهم خمس ليال متتابعة إلى أن بلغ لمكناسة بإزاء غياثة. ولم يبقى بينه وبين الذين بعثوا له إلا يوم واحدا فبلغه الخبر ثانيا أنهم رفضوا القدوم لناحيتهم وراموا البقاء بالمغرب فرجع الأمير لدائرته وترك الإغاثة. فبينما هو بدائرته وإذا به أتاه الخبر مرة أخرى من عنده وذكر بأنه إذا لم يدركهم هلكوا لا ريب وأنهم قادمون إليه ، فركب وسار لنجدتهم فأدركه الخبر بالطريق بأنهم أخذوا وشتت شملهم فلم يحصل له تصديق إلى أن لقي فلّهم قادمين عليه ، وكانت واقعة الحشم بموضع يقال له المزارية حذاء زرهون ، وواقعة بني عامر بوادي ورغة وجبالها فيما يروون ، فأخذوا شنيعا ، وقتلوا قتلا ذريعا ، بحيث ملكت بناتهم ونسائهم وبيعت بالأسواق. فسبحان المعز المذل العظيم المالك الخلاق. وسبب ذلك أنهم لما