به في المنزل كالأحلاف والمطالعة والسجع وغيرهم بالتحرير. ولما جاءته قال لهم ما عندكم من الرأي في شأن قلعية فإنهم أرادوا الهجوم عليّ وأني أريد الغزو عليهم. فأما أن تكفوهم عنا ونحن أخوة في الدين ومهاجرون بأرضكم وأما أن تكونوا لنا عونا عليهم.
فقال له الأحلاف أيها الأمير أما الكف فلا سبيل لنا إليه. وأما الإعانة فنحن لا نعينك ولا نعينهم فيما مآل أمركما إليه. وإنما ننتظر الغالب لنشاركوه (كذا) في الغنيمة ، سواء كنت أنت أو هم في القولة العميمة. فضحك الأمير وقال صار حالكم كسلوقي الفارس بلا محالة ، إذا مات الفارس أكل منه وإذا مات الفرس أكل منه فهو آكل على كل حالة. فجهز الأمير جيشا لنظر خليفته البوحميدي وأمره بالذهاب ليلا للوادي من ناحية زغنغان أحد بطون قلعية ولا يظهر لهم ولا يبدأهم بالقتال إلا إذا بدوه به وما وقع يخبره به بغاية البيان. فذهب البوحميدي ليلا إلى أن وقف بجيوشه بالمحل الذي عينه الأمير إليه وإذا بأهل أزغنغان وغيرهم من أهل قلعية جاءوا بجيوشهم عسكرا وخيلا لدائرة الأمير بقصد الهجوم عليه فألفوا بطريقهم البوحميدي فبدؤه (كذا) بالقتال. ولما رأى البوحميدي ذلك أمر جيشه بالقتال وبعث للأمير فارسا على الواقع ، فذهب وأخبره بالأمر الواقع ، فلم يك (كذا) غير ساعة وإذا بالأمير بجيشه ركابا ومشاتا قد وصل للبوحميدي وقد ارتفع النهار ، فشرع في قتالهم وأثخن فيهم إثخانا عظيما وحلت بهم الهزيمة شديدة الفرار. واتبعهم الأمير وركب جيشه أكتافهم ارتكابة قطيعة. فلم يك غير ساعة إلا وانفصل القتال عن قتله لسبعمائة وخمس وسبعين من قلعية.
يحكى أن أربعين امرأة من الذين (كذا) مات أزواجهم (كذا) بها أسماؤهن عائشة فضلا عن أسامي النساء الأخرى (كذا) بالتتمة.
ورجع الأمير لدائرته فارحا مسرورا ظافرا بالغنيمة / ثم صارت القبائل والأعراش ثانية بالهدايا والخيول المسوّمة قادة. وهو يقول لهم ما كان زيارة وهدايا فنأخذه عادة. وما كان قادة فلا نأخذه لأني لست عليكم بسلطان. وأنا وأنتم كلنا في طاعة السلطان مولانا عبد الرحمان وأن الأقوام الذين حل بهم الانتقام إنما ذلك لما تعدوا علينا واجترءوا وبدأ منهم الظلم والخصام ، ولو كفهم السلطان عنا