(كذا). فبينما هو بها وإذا بالخبر بلغه أن سلطان المغرب جهز جيشا لنظر ولده مولاي محمد خليفة عهده محتويا على سبعة محال كل محلة لا طاقة على إحصاء عددها بلا محال. وأمره بالغزو على الأمير ليأخذ دائرته ويقتله إن ظفر به أو يجليه من طاعته ، فجاء ابن السلطان بجيوشه ونزل بقارت ، ثم بسلوان ، ثم بملوية ، بالارتحال والمكث على عادته. ولما رأى الأمير ذلك انتقل من الجهة الغربية فعبر ملوية وهي (كذا) حاملة ونزل بالجهة الشرقية ، وهيأ نفسه وجيشه للقتال وذلك سنة أربعة وستين ومائتين وألف. الموافقة لسنة سبع وأربعين وثمانمائة وألف ، ولما كان اليوم الرابع من محرم تلك السنة كما للقائل ، زحف الأمير ليلا للمغاربة فلم يحصل على طائل. وكانت الدولة الفرانسوية واقفة في الحدود ، ولها جيش عظيم لتنظر من هو الغالب ممن هو في الصدود ، فصار الأمير بين الجيوش فجيش الدولة من جملته المخزن من الجهة الشرقية إن اتصل (كذا) به قتله بجيشه وأخذ محلته ، وجيش المغاربة من الجهة الغربية ، إن اتصل به قتله / بجيشه وأخذ محلته. وكان رائس (كذا) الجيوش الفرانسوية كبيرين (كذا) أحدهما ولد الرّي (٢٦٥) صاحب الدراوة ، والآخر الجنرال أبي هراوة ، واستدارت جيوش المغاربة بالأمير واتبعته من البعد وخشيت أن تقربه فتحل في الأمر العسير. وكان ابن سلطان المغرب قد فتح طريقا للأمير ليخلصه من الأهوال إلى جانب الظهرة. فلم يلتفت الأمير لذلك لأمرين : أحدهما خشية أن تكون تلك مكيدة. والثاني لقربه من الجنرال أبي هراوة بجيوشه وظن أنه إن فعل يحل في الحسر. وكان الواحد من جيش الأمير يقابل العشرين من المغاربة ، الذين لا خير فيهم بالقاطبة. ولشدة شجاعته وثباته في الحروب ، لم يلتفت لكثرة المغاربة ولم يظن أصلا أنه في الكروب.
قال ثم إن الأمير مكث إلى اليوم التاسع من المحرم ودبر حيلة لعله يظفر بابن سلطان المغاربة ، ويخلص نفسه من الأهوال القاطبة. فعقد إلى جملين من خيار الإبل وجمع الحلفاء وجعلها حملين مشدودين بالغاية ، وطلاهما بالقطران
__________________
(٢٦٥) يقصد الملك من الكلمة الفرنسية : Le Roi ، والابن المقصود هو الدوك دومال : Le Duc D\'aumal.