قال وأحمد نجد ويقال له أحمد الصغير سمي على أبيه بحث فهو الباحث الثاني من جدود البحايثية. فإنه لما كبر وبلغ مبلغ الرجال صار من أهل النجدة في القولة الحايثية. فلقب بنجد لحصول النجدة منه في جلب خيرها ودفع شرها وضيرها وبانت شجاعته وظهرت رئاسته وعلت كلمته عند الأتراك بتلمسان وغيرها. تولى رئاسة قومه بمزاحمة أخيه مصطفى له فيها في بعض الأحيان ، وكثر غزوه على الإسبانيين بوهران. / وصار في رئاسته بغاية الارتفاع. وعدل في سيرته بأحسن ما يكون إلى أن صار في أعلا (كذا) درج الارتفاع. وتزوج بابنة خاله الكامل ابن أحمد بن حنظلة الزياني ، وهي الدرة الفائقة نساء وقتها أمة الله العالية ذات القدر والحسن والصيت المنتشر عند القاصي والداني. ولا زال يزيد في الفضل والنجابة ، وإصابة الرأي والتدبير وحصول البسالة في غاية الإصابة ، والعطاء المديد في الرخاء والشدة ، والذب عن قومه بغاية الدرء والعدة إلى أن جاء سلطان المغرب وهو مولاي إسماعيل بن علي العلاوي الشريف ، بجيشه العرمرم الذي جمعه من أقاصي سوس إلى بني يزناسن ، ووجدة غازيا على وهران لقتال الاسبانيين بها في اثنا عشر من القرن الثاني عشر بالتعريف. وحل بجبل هيدور ، وقد افتقر لزبد وتمر للفطور ، فأتاه به أحمد نجد مع الضيافة الجليلة. ودام بإتيانه له كل يوم مع الضيافة الجميلة. ثم أن الشريف لما اطمأن بذلك ونظره بالإحسان ، سأله عن اسمه ونسبه فعرفه به بأوضح البيان. فقال له الشريف لك النجدة والرئاسة المؤبدة لست بالباحث وإنما أنت الباخت بالبخت والرئاسة والفضل والنجدة والجمال وحب الفاخت يتوارثون فيك وفي ذريتك إلى قيام الساعة مهما غاب نجم من ذريتك طلع الآخر في غاية الضوء والشعاعة. فقال له أحمد نجد يا سيدي إني لا ذرية في هذا الوقت بلا تشكيك. فقال له الشريف أن زوجك حاملا وعن قريب يأتيك البشير بابن مطاع مهاب مترئس يكون في ذريته اسمي ويلقب بلقب أبيك.
وأخبرني بعض الطاعنين في السن ، من أهل الفضل والكمال والمن ، أنه لم يقع له ذلك مع الشريف حال الإقدام على وهران ، وإنما وقع له بعد الصدود عنها وحال رجوعه من التشريف وهو في جوعة وتعب من أعراب الأوطان ، فأتى له بالضيافة وفيها الزبد والتمر. فنال منه الدعاء الصالح المخلد في ذريته بطول