الدهر. قال ولما رحل الشريف بقصد الجزائر فيما قد اشتهر ، حيث أيس من وهران وقال أنها أفعى (كذا) تحت حجر تضر ولا تضر ، ذهب معه أحمد نجد بأهله وكافة مخيس واستقر بابناء عمه أولاد المسعود ، إلى أن حدث عنده الابن فسماه البشير لما قال له الشريف سيأتيك البشير المسعود. ولما كبر البشير وبلغ مبلغ الرجال تنازع مع ابناء عمه ، فقتل منهم أشجعهم ميمون بن العباس ابن سعيد المسعودي وتركه ملقى بدمه. وبحث في الأرض فارا منهم فقالوا فيه قد بحث فيه البشير صحيحا. وقد أحسن في فراره ولم يفعل قبيحا ، فقدم لفليتة ، ثم زاد للمعسكر ، ثم لمستغانيم ، ثم زاد لضواحي وهران عند أخواله واستقر.
وقد مات أبوه بأولاد المسعود فلقب بالباحث أيضا ، فهو الباحث الثالث من جدود البحايثية محضا ، فقيل لأولاده البحايثية / وتوارث ذلك فيهم للآن ، بل النسبة باقية فيهم إلى آخر الزمان.
ولما مكث بضواحي وهران وبانت شجاعته وحاز الرئاسة عند الأتراك بغير الجحودي ، تزوج بابنة عمه عائشة بنت مصطفى أبي كاملة بن أحمد بحث الباحث الأول المسعودي. وزاد في علو الكلمة والرئاسة إلى أن صار في وقت مصطفى أبي الشلاغم المسراتي آغة المخزن بأسره في عمالة وهران. ولا زال في المنصب الكبير إلى أن مات بمزغران ، ثم حمل إلى مستغانيم فدفن بها بمدينة المطمر بالقبة التي فيها الباي مصطفى أبو الشلاغم المسراتي ، باي مازونة وتلمسان ، والجامع بين الإيالة الغربية لكونه لها هو المواتي. وتقدم تاريخ موته وسيرته وما قيل فيه من الأشعار ، في ترجمة أبي الشلاغم بغاية الاشتهار.
ولما مات خلف خمسة أولاد ذكور ، وهم بن عودة ، وإسماعيل ، وعدة ، ويوسف ، والموافق الصغير ، في المشهور. فأقام بعده ابنه بن عودة بالرئاسة الكبرى وهي آغة مخزن وهران بأسره في حياة والده لكونه تخلى له عنها باختياره فعلت كلمته عند العرب والأتراك ، لا سيما أتراك الجزائر أهل الرياسة وقاعدة الملك في غاية الاشتراك ، وكان في وقت المسارتية الثلاثة أهل التراجي ، وهم يوسف ، ومصطفى الأحمر ، ومحمد أبو طالب المجاجي. وانتشر صيته في المشارق والمغارب إلى أن تخوف منه المجاجي فقتله غدرا كما تقدم الكلام عليه لما خشي منه من المعاطب. ولم يخلف عقبا لا من الإناث ولا من الذكور ،