ودفن مع أبيه بالمطر من مستغانيم المذكور ، وتقدم ما كان من سيرته وما قيل فيه من الشعر ، بما يغني عن إعادته في الذكر.
ثم قام برئاسة المخزن بأجمعه أخوه إسماعيل وسكن المعسكر. كما سكن أخوه وأبوهما مستغانيم في القول الأشهر ، واختط بالمعسكر دارا بالعرقوب بأحسن التأويل ، فنسب ذلك إليه وقيل عرقوب إسماعيل. ومن خبره بالاختصار ، لكون الكلام تقدم عليه بغاية الاشتهار ، أنه لما مات أخوه آغة بن عودة قدم بأمه وإخوته إلى الغرابة بغاية المرام ، وسكن عند القايد أبي علام ابن الحبوشي فأحسن مثواه وبربه غاية البرور وأكرم مثواه ، وتزوج دموش بأمه فصار عنده من جملة الأولاد ، مقدما له على الأزواج والأفراد ، وبقي عنده في غاية الإكرام ، إلى أن تولى الخدمة عند الأتراك بالمعسكر بحسن المرام ، فتولى أولا خليفة على الشريف الكرطي التلاوي ، في زمان الحاج عصمان ، وحسن باي ، ثم ارتقى آغة المخزن بأجمعه لما بانت شجاعته في وقت الباي إبراهيم / الملياني فانتشر ذكر البحثاوي ، وصير أخاه عدة خليفة عليه ، كما صير أخاه الموفق الصغير قايدا على الدوائر وضم كل شيء إليه. وكان من أهل الفضل والإحسان ، محبا للعلماء ، والأولياء ، والفقراء ، والمساكين ، وضعفاء الزمان. ولا زال آغة إلى أن مات بالمعسكر فدفن بها على التحقيق وتقدم الكلام على توليته وحاله من أوله إلى آخره بالتدقيق.
وهذه صفة شجرة أولاد البشير بحسب الوصف الشهير :