شعبان ، الموافق للحادي والعشرين فبري (كذا) بالبيان من السنتين المذكورتين ، بمقبرة سيدي البشير بن يحيى بوهران بغير المين وقد وافقه صاحبه قدور بن المخفي في يوم الموت والدفن أيضا فلشدة محبتهما كانت الموافقة بينهما محضا وشيع جنازته عدد لا ينحصر وحضر لمواراته بقبره أمة لا تحصى تعديدا ، ما بين المسلمين والنصارى واليهود رجالا ونساء كبارا وصغارا أحرارا وعبيدا ، فكان التأسّف عليه كثيرا والثناء جميلا والتفجع جليلا وحضر لجنازته جميع المخزن وأرباب الدولة الذين بوهران ما بين عمومها وخصوصها وفعلت به ما فعلت بعمه مصطفى وقام الجنرال رايس (كذا) القسمة الوهرانية خطيبا بنفسه على قبره فبالغ في الثناء عليه في خطبته وذكر جميع سيرته من حين ولد إلى أن توفي والناس واقفة تسمع من المخزن وجميع أعيان الدولة ومن نالوا للرئاسة والصولة ولما طار خبر موته للولي العام وهو والي الولات (كذا) بالجزائر ، تأسف كثيرا وعزى أولاده وقرابته بما يسليهم وأدرج أخباره كلها بسيرته المحمودة من حين ولد إلى أن مات في الرسم الخبري المعبر عنه بالمبشر المستعمل بالجزائر (٧) وذلك الرسم لا يستعمل إلا على يد الدولة بمكتب واليها العام بالجزائر ، مكتوبا في ورقتين أحدهما (كذا) بالخط العربي ولغته ، وثانيهما بالخط الفرانسوي ولغته ، في سابع عشر مارس سنة اثنين وستين / وثمانمائة وألف الموافق لحادي عشر رمضان عام ثمانية وسبعين ومائتين وألف وقد نسيت رقم عدده لطول العهد بالوصف ، ونصه بالحرف :
هذه سيرة المرحوم السيد الحاج محمد المزاري ولد قدور بن إسماعيل آغا عرش المخزن كان : إن السيد الحاج محمد المزاري ازداد في المعسكر سنة أربعة وسبعين وسبعمائة وألف مسيحية وأنه ابن خيمة كبيرة ذات قدرة وجاه ظهر منها أغوات في أعراش الدواير فهذا الرجل دخل في خدمة مخزن وهران وهو ابن ستة عشر سنة ، وفي سنة ثلاثة وثمانمائة وألف حيث قام ابن الشريف على الباي مصطفى ليفك له منصبه اجتهد الحاج محمد المزاري في قتال ابن الشريف مع عسكر الباي واشتهرت شجاعته. وفي سنة خمس وثمانمائة وألف كان في
__________________
(٧) يقصد جريدة المبشر.