آلاف فرنك سنوية إلى أن توفي رحمة الله عليه في اليوم التاسع عشر من فبري (كذا) سنة اثنين وستين وثمانمائة وألف وهو في سن ثمان وثمانين سنة فمات وهو ثابت العقل وقد كانوا يشهدونه (كذا) مرارا يركب جواده إلى وهران لقضاء مشاربه (كذا) فخلف خمسة ذكور وثلاث بنات أكبرهم السيد إسماعيل والسيد الحاج مصطفى فأما الأول فإنه آغا بتيارت والثاني آغا ببني مسلم من دائرة عمّ (كذا) موسى. ه.
وقال في ظهور سعود الدراري ، في أخبار المرحومين قدور بالمخفي والحاج محمد المزاري ، ما نصّه : تنبيه وافق هذا المرحوم الإمام أحمد بن حنبل صاحب المذهب رضياللهعنه في شيئين : أحدهما أن الإمام رضياللهعنه دفن يوم الجمعة بعد الصلاة وكذلك هذا المرحوم دفن يوم الجمعة ، ثانيهما في كثرة حضور الناس للجنازة فقد روي أن الإمام أحمد بن حنبل رضياللهعنه حضر جنازته ثمانمائة ألف رجل وستون ألف امرأة وأسلم يوم موته ودفنه نيف وعشرون ألفا من (كذا) النصارى واليهود والمجوس ، وكذلك هذا المرحوم حضر جنازته العدد الكثير الذي لا ينضبط حصره ما بين النصارى والمسلمين واليهود رجالا ونساء كبارا وصغارا أحرارا وعبيد.
واعلم أن كثرة العدد في حضور الجنائز مما يدل على صلاح حال الميت لأن الجنائز هي الفرق بين أهل السنة وغيرهم فقد روي أن الإمام أحمد بن حنبل رضياللهعنه كان يناظره المعتزلة قبّحهم الله وأقلّ عددهم وأخلا منهم الأرض ولما يفحهم (كذا) يسدلون لقولهم بكثرة أتباعهم وقلّة أتباعهم فيقول لهم رضياللهعنه الفرق بيننا وبينكم الجنائز. ولمّا مات حضر جنازته وأسلم ما مرّ ، ولا ريب أنّ الثناء على الميت والشهادة له بالخير مما يدل على صلاحه ، ونجاته ونجاحه ، لقول رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حق أمته أنتم شهداء الله في أرضه من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار. رواه الإمام أحمد والبخاري والنّسائي ، وروى مسلم من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال مرّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بجنازة فأثنى عليها خيرا فقال نبي الله صلىاللهعليهوسلم وجبت وجبت وجبت ومرّ بجنازة فأثني عليها شرا فقال وجبت وجبت وجبت. فقال عمر فداك أبي وأمّي مررت بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت. فقال صلىاللهعليهوسلم من أثنيتم