وحضر ميدانه فكلما وقعت معركة إلّا ونهض إليها مغضبا كالليث في الساعة معزّة لافرانسا وقد حضر حروب المقطع والبرج ومعركتنا الأولى بالمعسكر وهو إذ ذاك ابن سبعة عشر سنة كما شاهد قتال مزغران ورشقون سنة أربعين وثمانمائة وألف وكذا تاقدمت وأصيب بجراحة (كذا) حالة استلائنا (كذا) على المعسكر ثانيا ولمّا فكّ راية من يد العدوّ في يوم تاخمارت سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وألف امتاز بنيشان الحرمة من رتبة شوفايلي (٩) يعني الركاب على الخيل. وكما حضر سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف في معركة سعيدة. وسنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وألف في معركة مستغانيم وأصيب فيها بجراحات ثلاثة. ثم يوم اسلى سنة أربع وأربعين وثمانمائة وألف لما غنم حصان ولد السلطان وأسلحته استحق الرئاسة بشجاعته المستوجبة الالتفات إليه فنال باليوم المذكور في ميدان الحرب نفسه منصب القيادة على الدواير ، ثم بعد ارتقائه إلى رتبة آغة بتيارت عارك الأحرار مرارا حين تعصّبوا مع الأرباع وفاز بنيشان الحرمة من الرتبة الوردية المنعم بها عليه بعد معركة مزاب ومتليلي كما بدت لنا منه المزايا الجميلة المعتبرة بأخذه حظا وافرا تحت إمارة السيد أبي بكر بن حمزة في تشتيت جموع الشريف محمد بن عبد الله قرب ورقلة. وكما أنه قاتل حميان المتعصبين مع فرق من المغاربة عندما انتقل بمثل / وظيفة آغة على الضاية وهزم حشودهم هزيمة شنيعة قرب الجبل الأخضر ، ثم أنّ في يوم الثالث والعشرين من ديسمبر (كذا) وأربعة وعشرين منه سنة إحدى وسبعين وثمانمائة وألف جدّ في الأرداف مع خيالته على حشود قدور بن حمزة ولم يزل متبعا أثرهم إلى أن بلغ منه ما بلغ في ردّ جلّ البيوت المفتنة في الفتنة الآخرة للطاعة نذكر منها زاوية السيد قدور بن حمزة الذي صيّره مكسور الشوكة إلى اليوم ولذا نعم عليه بنيشان الحرمة من رتبة التطويق ولاكن (كذا) في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة وألف لمّا أدركه الهرم واعترته الأسقام ، خانه الدهر وولّت عليه الأيام ، فهجم على الطرافي بين الخضرا والصفيصيفة بشجاعته المعتادة كما هو دأبه إلا أنه لم يبلغ المراد فيا حسرتى على هذا الأنجب السيد قدور ولد عدة ويا أسفى على فقده ضاع لافرانسا بوفاته أحد
__________________
(٩) يقصد الفارس من الكلمة الفرنسية : Chevalier.