نصحاء خدامها ، وأحد مشاهير فتيانها ، الذين عضّدونا وثبتوا لنا الاستيلاء على إيالة وهران بمقاتلة الأعداء في مقدمات جيوشنا ، وأيّدونا بالانتصار النافع لنا ، هذا ولكرم سجيته وتهذيب أخلاقه أحبّه رؤساء جيوشنا وولّات (كذا) بلادنا محبّة بالغة فأبقوا معه زمانا بالمخالطة الحسناء والمعاشرة الطيبة ولا ريب أن اسم هذا المرحوم وأصحابه يبقى (كذا) على الألسنة بالخير مذكورا ، وفي الدفاتر المحفوظة بالقلم مسطورا ، لأنهم كانوا أبطالا يعتمد عليهم في النوائب لم يشاهد مثلهم قبل ولا بعد رحم الله من مات منهم عزيزا ولم يمت اسمه ، وأسعد من بقي في قيد الحيوة (كذا) تحت ظل الدولة متصاعدا نجمه ، فلله درّ أولائك الأعلام ، الذين سطّرت الأقلام محاسنهم في طروس الأيام ، رجال وما أدريك من رجال ، أنشد فيهم لسان الحال وقال :
إنّ الفتى من يقول ها أنا ذا |
|
ليس الفتى من يقول كان أبي |
وقد قال من قال :
رحلت فضائلهم وسارت بسيرهم |
|
ومضت بهم أيام تلك الوقائع |
أيامهم وحروبهم لالها ثنا |
|
ولدوا وما ولدوا بتلك المواضع |
فازوا على أقرانهم وتمتعوا |
|
بمحاسن ومحامد ومنافع |
ولمّا مات خلّف ستة أولاد بالبيان ، وهم : محمد ، وعبد القادر ، والحبيب ، وإسماعيل ، وأبو مدين ، وأبو زيان ، فتولى محمد القيادة بسعيدة في حيات (كذا) أبيه إلى أن مات بالمعسكر وحمل لوهران فدفن بالمقبرة التي بها والده ، وخلّف ابنه عثمان بل خلّف عثمان ، وعبد السلام ، ومحمد ، وكلهم في قيد الحياة لا من يجاحده (كذا) وتولى بعهد القيادة بمحلّه أخوه الحبيب وهو في قيد الحياة كباقي إخوته هم في الحيوة (كذا).
ومحمد ولد عدّة كان رجلا موصوفا بالزعامة ، والقوة والدعامة ، مشهورا بالفضل عند الناس ، مقصودا في النوائب لإزالة الباس ، وكان قائدا على الدواير ، محمود السيرة بغاية البوادر ، ولمّا مات خلّف ثلاثة أولادهم في قيد الحيوة (كذا) بالتقريب ، وهم مصطفى / وعثمان والحبيب.