أن قضى الله عليه ، وانتقل الأصفر إلى بلاد أولاد رياح ، وسكن إلى ولد (كذا) له ابنه محمد أبو نقاب جد النقايبية وصار في السرور والافتراح ، وكان الأصفر في غاية الشجاعة والفروسية وحوز الرئاسة ، وكان المختار في غاية التعبّد والمعرفة بالله كثير الكياسة.
قال وكان للأصفر مخالطة ومصاحبة مع أبي بكر الملّي رايس (كذا) سويد ، ثم انتقل لمدينة البرج وسكنها وعلت كلمته في القول السديد ، وسبب تكنية جدهم بأبي نقاب ، أنه كان متطبعا بجعل اللثام وهو النقاب ، فجاء ولي من الراشدية الواصلين يقال له سيدي أبو جناح لسوق البرج لبيع جلبه فنهب له وصار في غير انشراح ، فقيل له إذا أردت أن لا يضع لك شيء من جلبك فعليك بالرجل الجالس في الكدية الواضع النقاب على أنفه فإنه لا يعصى في القول ، وله على أهل البلد من محبتهم إياه شدة الصول ، فقصده وحكى له القضية بالالتزام فأمر فورا برد الجلب أو ثمنه فأخذ الوليّ الثمن من حينه بالتمام ، فدعا له بالخير بأن قال يا أبا نقاب ، جعل الله أنفك في النّقاب ، ورجلك في الرّكاب ، وخضّع لك الرّقاب ، وهوّن عليك الأمور الصّعاب ، إلى يوم البعث للحساب ، فقال له قبلت منك بغير ارتياب ، ثم قال له الوليّ : البرجية بك وبذريتك يعمرون ، وبغيركم يغمرون ، والرئاسة فيكم مؤبّدة ، والتولية باقية مسرمدة ، ما لم تظهر منكم مفسدة ، وتحصل منكم الإهانة للأولياء والأشراف والعلماء بنين وحفدة ، فإن ظهر ذلك منكم فإنه يحل بكم الانتقام ، ويبتليكم الله بدعاء الخاص والعام ، فاقبل وصيتي ، واحفظ دعوتي فإنها بنيّتي ، ومن ذلك الوقت سمّي بأبي نقاب تغليبا للكنية على الاسم ، ويقال لذريته النقايبية لمّا غلبت الكنية على الاسم.
قال ، ثم اصطحب أبو نقاب مع دموش جد العربي أبي معزة السويدي وكان مسكن دموش بوطا (كذا) سوق الحدّ من نواحي البرج الحميدي ، واشتغل هذان الرجلان بالقنص والصيد ، ولا لهما التفات لما بيد عمر ولا زيد ، وكانت لأبي نقاب طيور وسلاق في غاية الجودة والتعليم ، فطلب دموش أبا نقاب بعضها لنيل التعليم ، فشاور والده على ذلك فقال له اعطه ما أحب وسئله (كذا) يطلب من أبيه يعطيك بلاد سيرات الشرقية ، فشاور دموش أباه على طلب أبي نقاب