المدبر آغة الأكبر الحاج محمد المزاري البحثاوي ، ولما مات هذا الشهم في يوم الأربعاء سابع عشرين رجب عام ثلاثة وثلاثمائة وألف ، الموافق لسابع إبريل سنة ست وثمانين وثمانمائة وألف ، بداره بالبرج ، شيّع نعشه خلق كثير ، وحضر لجنازته جمع غفير ، ما بين المسلمين والنصارى واليهود ، والنساء والصبيان والعبيد في المشهور ، فكان الثناء عليه جميلا ، والتفجع عليه جليلا ، وعمره تناهز التسعين سنة بالتحقيق ولمّا بلغ خبر موته الولي (كذا) العام بالجزائر عزّا (كذا) أولاده برسالة جليلة تدل على أنه عند الدولة في سواد العين بالتوفيق ، وأعلن بموته مع ذكر سيرته الجميلة في الورقة الخبرية التي تسمّى بالمبشر ، المستعملة على يد الدولة بالجزائر في صحيح الخبر ، ومن أراد استيفاء سيرته وسيرة رفيقه الحاج محمد المزاري فليطالع كتاب ظهور سعود الدراري في أخبار المرحومين قدور بالمخفي والحاج محمد المزاري ، للفقيه الشريف الأمجد الفاخر ، السيد محمد الصغير بن السيد محمد بن الجيلاني بن مصطفى بن عامر ، وممّن تولّى الرئاسة من ذرية المختار بن أبي نقاب المجاهد الكبير فإنه تولى قيادة البرجية ومن في سلكهم في دولة الأتراك ، وكان موصوفا بغاية الأخلاق المرضية الداعضة لجميع الأحراك ، وتولى بعده بمنصبه ابنه قدور زرواط ، فنال العزّ / والاحترام بدولة الأتراك وبلغ منصّة الامتياط ، فكان موصوفا بالشجاعة والرياسة والبسالة والفطانة والكرم والكياسة ، ثم تولّى ابنه الكعبري الصغير قيادة البرجية بوقت الدولة ، ونال علامة الافتخار الفضية وبلغ لغاية الصولة ، موصوفا بالعطاء والكرم ، والأدب والبسالة والشهم وتولّى بموضعه بعد موته ابنه أحمد قيادة البرجية ، واتّصف بالأحوال المرضية ، ومن أولاده محمد بن الكعبري كان في الاصبايحية وأدرك وظيف ليتنان (كذا) ، ثم سلّم فيه وجلس للأمن والأمان ، وكان محمد الأكحل خليفة على أخيه الكعبري المذكور ، واتصف بالبسالة في سائر الأمور ، ومن أولاد المجاهد الكبير الذين تولّوا الرئاسة ، الكعبري الكبير الذي كان من أهل الشجاعة والسياسة ، فإنه كان قايدا بدولة الأتراك على البرجية ومن في سلكهم ، إلى أن مات بواقعة عين السدرة ، رابع أبناء عمّه منهم مصطفى والد قدور بن المخفي في حال دور فلكهم ، ومن حفدة المختار الذين تولوا قيادة البرجية ، مصطفى ولد أحمد الذي هو قايد الآن بالقولة المرجية.