من السنة المذكورة (٧٦) وقد طلب بعض أهلها قبل استلائهم (كذا) عليها الأمان ، وخرجوا منها إلى دمشق فنجاهم الله مما كان. وفي التي بعدها ملكوا صيدا في ربيع الآخر بالأمان (٧٧) ثم ساروا ومعهم صاحب أنطاكية إلى الأرثاب لقربها من حلب فحصروه (كذا) ودام القتال ثم ملكوه عنوة بعد ما قهروه وقتلوا من أهله ألفي رجل وأسروا الباقين ثم ساروا إلى ـ ذردنا ـ فملكوها عنوة وجرى لهم كأهل الأرثاب باليقين ، ثم ساروا إلى منيح وبالس ، فألفوهما خاليين من أهلهما فعادوا عنها بلا مخالس ، وصالحهم رضوان صاحب حلب على اثنين وثلاثين ألف دينار مع خيول وثياب ، ودخل الخوف والرعب قلوب أهل الشام منهم وصاروا في هم وكراب ، فشرعوا في الصلح ببذل الأموال خشية من النكال والوبال. فصالحهم أهل مدينة صور على سبعة آلاف دينار وصاحب شيرز على أربعة آلاف ، وصاحب حماه على ألفي دينار ، وزادوا في هذه السنة وقيل في سنة إحدى عشر للديار المصرية ، وكبيرهم بردويل فانتهوا إلى الفرما فدخلوها بالقهرية ، وأحرقوها ومساجدها وجوامعها ، وأفسدوا محاسنها ومصانعها ، ورجعوا إلى الشام ، وكبيرهم بردويل مريض بالحريش فهلك في الطريق قبل وصولهم إلى العريش ، فشق أصحابه جوفه ورموا هنالك حشوته ، فهي تعلّم للآن بالحجر فورته ، وزادوا بجثته فدفنوها بقمامة ، وهو صاحب القدس وعكّا ويافا وغيرهم من المدن المرامة.
ثم هجموا على ربض حماة ولم يتمكنوا منها ، لكنهم قتلوا من أهلها ما يزيد على مائة رجل ، ثم عادوا عنها ، وذلك سنة إحدى عشر من القرن السادس الشهير (٧٨) ثم زادوا سنة ثلاثة عشر من ذلك القرن ، بالتحرير (٧٩) إلى ربض حلب فلقيهم ايلغازي بن أرتق الأمير واشتد القتال بينه وبينهم فدارت عليهم الدائرة حال التدوير فهزمهم وقتل وأسّر منهم كثيرا وكان في القتلى سرجال صاحب أنطاكية شهيرا ، وكانت الواقعة في منتصف ربيع الأول من تلك السنة (٨٠) وزاد
__________________
(٧٦) الموافق ١ جويلية ١١١٠ م.
(٧٧) الموافق اكتوبر ، نوفمبر ١١١٠ م.
(٧٨) الموافق ١١١٧ ـ ١١١٨ م.
(٧٩) الموافق ١١١٩ ـ ١١٢٠ م.
(٨٠) الموافق جوان ١١١٩ م.