سنة سبع وتسعين (٧٣) من الخامس المذكور على قلعة جعبر والرقة واستاقوا مواشيهما وأسروا من وجدوه بالعلانية لا بالسرقة. ثم سار صنجيل لما وصله مدد الفرنج من البحر إلى طرابلس الشرق ، في تلك السنة باليقين والحق ، فحاصرها برا وبحرا ، ولما لم يجد لها مطمعا رحل عنها فورا ، وعاد إلى جبلة من أرض الشام بالعيان ، فحاصرها وتسلمها بالأمان ، ثم سار إلى عكّا ووصله مدد من بيت القدس الأطهر ، وحصروا (كذا) عكّا في البر والبحر ، وجرى بينهم وبين أميرها بنازهر الدولة الجيوشي قتال طويل الفضيعة ، فملكوها بالسيف وفعلوا بأهلها الأفعال الشنيعة ، وهرب ملكها ثم قصدوا حران ، فاتفق ملك الموصل مع سقمان ومعه التركمان ، وقصدوا للفرنج فاجتمعا على الخابور ، والتقا (كذا) الجمعان على نهر البليخ ، فكانت الدائرة على الفرنج وقتل منهم خلق كثير / وأسّر ملكهم القومص الفليخ؟ وفي السنة التي بعدها استولى على ارتاح ثم في سنة تسع وتسعين من الخامس (٧٤) ساروا إلى قامية لنيل ارتياح فحصروها (كذا) وملكوا البلد والقلعة وقتلوا قاضيها المتغلب عليها وبقوا في انشراح ، ثم سار صنجيل إلى طرابلس الشرق فحصرها (كذا) وبنا (كذا) بالقرب منها حصنا وقهرها وبنا (كذا) تحته ربضا وهو المعروف بحصن صنجيل ، فخرج إليه أبو علي ابن عمار صاحب طرابلس بجيش حفيل ، فأحرق الربض ووقف صنجيل على بعض سقفه المحرقة فانخسف به فمرض من ذلك وبقي عشرة أيام ومات في القلقلة وحمل إلى القدس فدفن فيه ودام الحرب بين الطرابلسيين والفرنج خمسة أعوام وظهر في الحرب من صاحبها ما يعنيه ، ثم ساروا ثالثا إلى طرابلس الشرق وحلوا بها في أول رمضان سنة ثلاثة من القرن السادس (٧٥) فحاصروها في البر والبحر وضايقوها ، وشددوا عليها وخانقوها فأرسل إليها نواب خليفة مصر العلوي اسطولا ، فرده الهواء ولم يقدر على الوصول إليها ليقضي الله أمرا كان مفعولا ، فملكوها بالسيف وقتلوا ونهبوا وأسروا وسلبوا وذلك في حادي عشر ذي الحجة
__________________
(٧٣) الموافق ١١٠٣ ـ ١١٠٤ م.
(٧٤) الموافق ١١٠٥ ـ ١١٠٦ م.
(٧٥) الموافق ٢٤ مارس ١١١٠ م.