أجوده ، واللبس والحلي وما أشبه ذلك كله من شأنه وحده ، فيأيها (كذا) أحبابنا سكان المغرب أنه عزوجل ما سمح بأن يصدر من باشتكم الظالم بما لديكم ، ما فعل من أعمال الخبث والرداء إلّا إنعاما منه سبحانه وتعالى عليكم ، حتى تحصلوا بهلاكه وبزوال سلطنته على كل الخير ، ويفرج عنكم ما أنتم فيه من الغم والشدة والضير ، وإذا الحال هذه فأسرعوا واغتنموا الفرصة فيه بالأخذ بالنواص ، ولا تعمى أبصاركم عما أشرقه الله عليكم من نور اليسر والخلاص ولا تغفلوا عما فيه مصلحتكم بل استيقظوا لكي تتركوا باشتكم هذا وتتبعوا شورنا الذي يؤول إليه خيركم وصلاحكم بمحضه ، وتحققوا أنه تعلى لا يبغي قط ضرر خليقته بل يريد أن كل واحد من براياه يحوز ما يخصه من وافر نعمه التي أسبغها على سكان أرضه ، يأيّها (كذا) أهل الصلاح إن كلامنا هذا صادر عن الحب الكامل ، وإنه مشتمل على الصلح والمودة بغير قول القائل ، وأنتم إذا شيعتم مراسلكم إلى أوريدنا حينئذ نتكلم وإياهم بما فيه نجاحكم ، والمرجو من الله تعالى أن محادثتنا مع بعضنا بعض يؤل إلى ما فيه منافعكم وصلاحكم ، وحشمناكم بالله أنكم بعد ما تحققتم أن مقاصدنا وغايتنا الفريدة ، ليست هي سوى خيركم ومنفعتكم الجديدة ، تشيعوا لنا صحبة مراسليكم كل ما يحتاج إليه عسكرنا المنصور من الذخائر ما بين طحين ومسن وزيت وعجول وغنم وخيل وشعير وما يشبهه من فعل المشاكر ، وحين / وصلت مرسلاتكم هذه إلينا مجالا ، ندفع الثمن نقدية على ما تريدون وأكثر عجالا هذا وأما إن كان منكم معاذ الله خلاف ذلك تختاروا محاربتنا ومقاومتنا وتزكوا علينا أنفسكم اعلموا أن كلّ ما يصيبكم من المكروه والشر إنما يكون سببه من جهلكم فلا تلوموا إلّا أنفسكم ، فأيقنوا أنه ضدّ إرادتنا فليكن عندكم محققا زيادة على ما لديكم ، إن عساكرنا منصورة تحيط بكم بأيسر مرام ودون تعب وأن الله يسلطها عليكم ، فالله تعالى كما أنه يأمر لهم النصر والظفر بالمرحمة والمسامحة على الضعفاء المظلومين فكذلك يحكم بأشدّ العذاب على المفسدين في الأرض العاثيين على البلاد والعباد المشومين ، فلا بد لكم إن تعرّضتم لنا بالعداوة والشر هلكتم عن آخركم هذا أيها السادات ما بدا لي أن أكلمكم به ولست بمفاخركم ، فهو نصيحة مني إليكم فلا تغفلوا عنه ، واعلموا بأن صلاحكم إنما هو في قبوله وفسادكم في