العباسي ، وذلك يوم الأربعاء أربعة عشر صفر من السنة المذكورة.
وبقيت الدنيا بلا خليفة إلى سنة خمسمائة وتسع (١).
فلما كان في رجب من هذه السنة ، قدم مصر أبو القاسم أحمد ابن أمير المؤمنين الظاهر بأمر الله ، وهو عم الخليفة المستعصم» ، وأخو المستنصر ، وكان معتقلا ببغداد ، ثم أطلق ، فكان مع جماعة الأعراب بالعراق ، فقصد الملك الظاهر (٢) حين بلغه تملكه بمصر ، فقدم عليه صحبة جماعة من أمراء الأعراب عشرة ، منهم : الأمير ناصر الدين أبو مهنا.
فكان دخوله إلى القاهرة في ثاني رجب. فخرج السلطان للقائه ـ إلى آخر ما ذكره في تاريخ مصر العلامة السيوطي (٣).
وأثبت نسبه على القاضي ، وأشهد على نفسه بثبوت نسبه. وكان أول من بايعه شيخ الإسلام ابن عبد السلام (٤) ثم السلطان الملك الظاهر ، ثم القاضي ، ثم الأمراء على مراتبهم.
وركب في موكبه السلطاني ، إلى أن نزل بالقلعة.
ثم ركب يوم الجمعة في الموكب الأعظم إلى الجامع ، فخطب بالناس خطبة ، وذكر فضل بني العباس. ثم نزل فصلى بالناس. وكان
__________________
في حين أخذ التتار لبغداد كان سنة ٦٥٦ ه. كما سيأتي أيضا عند السنجاري. وكان الأولى حذف هذه الصفحات ولكني آثرت اثباتها للأمانة العلمية ، واثبات النص كما ورد. فليتأمل القاريء!!.
(١) وهذا خطأ فاحش. والصحيح سنة ٦٥٩ ه.
(٢) ويعني به الظاهر بيبرس مؤسس الدولة الجركسية المملوكية في مصر.
(٣) السيوطي ـ تاريخ الخلفاء ٤٧٧ ـ ٤٧٨.
(٤) ابن عبد السلام : شيخ الإسلام أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام ابن أبي القاسم بن الحسن سلطان العلماء. توفي سنة ٦٦٠ ه. ابن العماد ـ شذرات الذهب ٥ / ٣٠١ ـ ٣٠٢.