وفي سنة خمسمائة وثلاث وثمانين كانت الفتنة يوم عرفة بين العراقيين والشاميين (١). ومنشأوها أن أمير العراق المقام من جانب الخليفة (٢) منع أمير الشام (٣) المقام من جانب السلطان صلاح الدين من (٤) ضرب الكوسات (٥) ، وعن رفع علم السلطان صلاح الدين. فلم يمتنع أمير الشام عن ذلك. ووقع القتال بينهم بسبب ذلك من وقت النفرة ، وضرب أمير الشام بسهم مات منه يوم النحر. ـ ذكره المحب الطبري في تاريخه (٦) ـ.
قال الفاسي (٧) : «وفي سنة خمسمائة وخمس وثمانين : أخذ
__________________
(١) ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٩ / ١٨٨ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٦٦ ، الفاسي ـ شفاء الغرام ٢ / ٣٧٠ ، ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٥٥٥.
(٢) وهو مجير الدين طاشتكين. ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ٥٥٥.
(٣) وهو الأمير شمس الدين محمد عبد الملك بن محمد المعروف بابن المقدم ، ممن شهد استعادة فتح بيت المقدس سنة ٥٨٣ ه. ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٩ / ١٨٨.
(٤) سقطت من (ب).
(٥) الكوسات : جمع كوسة. وهي صنوجات من نحاس شبه الترس الصغير ، يدق بأحدهما على الآخر بإيقاع مخصوص. كانت تضرب للكبار في بعض أوقات الصلوات حسب مقامهم. كما كانت تضرب في الحروب تشجيعا للجند ، وظهرت بشكل كبير أثناء حرب المسلمين للافرنج زمن الزنكيين وصلاح الدين. انظر : ابن الجوزي ـ المنتظم ٩ / ٦ ، القلقشندي ـ صبح الأعشى ٤ / ٩ ، ٤٣.
(٦) المحب الطبري ـ محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد. توفي سنة ٦٩٤ ه.
(٧) العقد الثمين ٤ / ٣٥٦ ، وفي ابن كثير ـ البداية والنهاية سنة ٥٨٧ ه ١٢ / ٣٤٦. وفي ابن فهد ـ اتحاف الورى سنة ٥٨٦ ه أو التي بعدها ٢ / ٥٥٩. وانظر : الجزيري ـ درر الفرائد ٢٦٦ ، ٢٦٧.