بين زمزم والمقام (١).
وفي سنة مائة وثلاثة وثلاثين قتل داود المذكور كلّ من بمكة والمدينة من بني أمية (٢).
ثم مات هو بالمدينة في ربيع الأول من السنة المذكورة.
فولي مكة زياد بن عبيد الله بن المدان (٣) الحارثي خال السفاح ، وأضيف إليه الطائف والمدينة واليمامة. ودامت ولايته إلى سنة مائة وست وثلاثين.
وفي هذه السنة (٤) حج بالناس أبو جعفر المنصور ، قبل أن يستخلف ، وحج معه أبو مسلم الخراساني مقيم الدعوة لبني العباس ، وصنع أبو جعفر في الطريق من الخيرات ما لا يوصف. قيل : أنه نادى في الناس : «من أوقد نارا غيرنا فقد برئت منه الذمة». فكان يطعم الناس في جميع الطريق الغداء والعشاء ، إلى أن دخل مكة.
فلما وصل الحرم ، أحرم ومشى ، ودخل مكة ماشيا ، تعظيما للحرم ، وأوقف في المسعى بين الصفا والمروة خمسمائة وصيف
__________________
(١) انظر : ابن فهد ـ اتحاف الورى ٢ / ١٦٩ ، وما سبق من هذا الكتاب.
(٢) انظر : ابن الأثير ـ الكامل ٤ / ٣٤٠ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٢ / ٣٥٠ ، شفاء الغرام ٢ / ١٧٦.
(٣) في (ب) «زياد بن عبد الله بن المروان». والاثبات من (أ) ، (د) والمصادر. انظر : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٣٦٤ ، ٣٧٠ ، ابن خياط ـ تاريخ خليفة ٤١٢ ، ٤١٣ ، المسعودي ـ مروج الذهب ٤ / ٤٠١ ، الفاسي ـ العقد الثمين ٤ / ٤٥٤ ، شفاء الغرام ٢ / ٢٧٧.
(٤) أي سنة ١٣٦ ه. وانظر حج أبي جعفر في هذه السنة عند : ابن جرير الطبري ـ تاريخ ٨ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦ ، ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ٥ / ٣٤٥ ، الجزيري ـ درر الفرائد ٢٠٩.