اللغة :
الخبر بضم الخاء المعرفة. والذكر البيان.
الإعراب :
تعلّمن أصلها تعلمني ، ورشدا مفعول لتعلمن. وخبرا تمييز لأنه بمعنى الفاعل أي لم يحط خبرك به ، أو مفعول مطلق لأن لم تحط بمعنى لم تخبر. وعليه يكون المعنى لم تخبر به خبرا.
المعنى :
(فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً). من في قوله تعالى : (مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) للتبعيض ، والمراد بالعلم هنا علم الغيب أي آتيناه شيئا من علم الغيب ، ويومئ بذلك الى خرقه السفينة ، وقتله الغلام ، ويعتمد الصوفية على هذه الآية لصحة مذهبهم القائل بالعلم اللدني أي العلم تلقائيا وبلا واسطة.
والمعنى ان موسى وفتاه حين وصلا الى المكان الذي كانا فيه وجدا رجلا من عباد الله الصالحين ، رحمه الله وأنعم عليه بعلم وافر نافع ، فحياه موسى فرد التحية بأحسن منها .. قال له موسى : انت بغيتي ، فهل تصحبني معك ، وتعلمني ما أسترشد به وانتفع؟. وقد استدل القائلون بنبوة هذا الرجل الصالح ، استدلوا بقوله تعالى : (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا) لأن الرحمة هي النبوة .. ويلاحظ بأن الرحمة أعم من النبوة ، ووجود العام لا يدل على وجود الخاص ، فإذا قلت : أكلت فاكهة فان قولك هذا لا يدل على انك أكلت عنبا ، لأن كلمة الفاكهة تشمل العنب وغيره من الفواكه.
(قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً). قال الرجل الصالح لموسى : لو صحبتني لرأيت عجبا يثقل عليك السكوت عنه