رجل يعرف اصول الزراعة ، فمعرفته بهذه الأصول تلازم ذاته ، ولا تفارقها ، أما زرعه وغرسه فيفنى ويزول ، وقدرة الله سبحانه لا تشح ولا تنضب لأنها أزلية أبدية ، أما خلقه فحادث ، ولكل حادث بداية ، ولكل بداية نهاية.
(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) لا أمتاز عنكم بشيء إلا انه (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) قال ابن عباس : «علّم الله نبيه التواضع بهذه الآية ، فأمره ان يقر على نفسه بأنه آدمي كغيره سوى ان الله أكرمه بالوحي» ونعطف نحن على قول ابن عباس : ولئلا يقول المسلمون في محمد (ص) ما قاله النصارى في عيسى (ع).
(فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) وحسابه وثوابه وعقابه (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً). وكل من عمل لغير الله فقد أشرك بعبادته ، سواء أقال بتعدد الآلهة ، أم لم يقل ، والفرق ان القول شرك علني ، والرياء شرك خفي ، وفي الحديث : «من صلى رياء فقد أشرك ، ومن صام رياء فقد أشرك» وعلى هذه الصلاة ، وهذا الصيام فقس ما سواهما.