اللغة :
المراد بالكتاب هنا التوراة. والحنان العطف والرحمة. والزكاة الطهارة. والتقوى طاعة الله. والجبار المتعالي الذي لا يخضع لشيء. والعصي العاصي. والسلام الأمان.
الإعراب :
بقوة متعلق بمحذوف حالا من يحيى. وصبيا حال. وحنانا عطف على الحكم. وبرا عطف على «تقيا».
المعنى :
(يا يَحْيى) اكتفى سبحانه بهذا النداء عن القول : ان يحيى قد ولد ، وانه أصبح يعقل ويفهم ما يقال له ، وقادرا على العمل بالتوراة ، وهي الكتاب الذي عناه الله بقوله : (خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) ومعنى أخذه بقوة التزام العمل به بجد واخلاص. ثم وصف سبحانه يحيى بالأوصاف التالية :
(وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا). المراد بإيتاء الحكم صبيا التفقه بالدين في سن مبكرة ، وهذه نعمة من الله خص بها يحيى ، كما خصه بالولادة من أبوين كبيرين ، والله سبحانه يختص برحمته من يشاء ، وفي بعض الروايات ان الغلمان قالوا يوما ليحيى : هيا بنا نلعب. فقال : ما للعب خلقنا ، اذهبوا بنا للصلاة. والحنان الرحمة بالعباد ، والزكاة الطهارة والقداسة ، والتقوى طاعة الله ، والبر بالوالدين ضد العقوق ، وقوله تعالى : (وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيًّا) عطف تفسير ، لأن الزكي التقي غير الجبار العصي.
(وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا). هذا كناية عن أن يحيى مرضي عند الله دنيا وآخرة ، ومن الواضح ان رضاه تعالى نتيجة طبيعية للنعوت التي نعت الله بها يحيى (ع).