اللغة :
المراد بالأحزاب طوائف أهل الكتاب. ومن بينهم أي ان الاختلاف لم يخرج عنهم كما تقول اختلفوا فيما بينهم. والويل الخزي والهوان. ويوم الحسرة يوم القيامة.
الإعراب :
أسمع بهم وأبصر اللفظ لفظ الأمر ، والمعنى الخبر مع التعجب ، والباء زائدة ، والضمير في محل رفع فاعلا لأسمع ، ومثله أحسن بزيد أي حسن زيد ، أو ما أحسنه. وإذ قضي (إذ) بدل من يوم الحسرة.
المعنى :
(وَإِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) : هذه الآية عطف على قول عيسى : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ) الخ) يأمرهم فيها أن يعبدوا إلها واحدا ، ولا يشركوا به شيئا ، وان دين التوحيد هو الطريق القويم من سلكه نجا ، ومن ضل عنه هوى (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ) وهم قوم عيسى ، قالت طائفة منهم : ان عيسى هو الله هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء ، وقالت ثانية : هو ابن الله ، وقالت ثالثة : هو عبد الله .. كان هذا الخلاف فيما مضى ، أما اليوم فهم متفقون على ربوبية عيسى.
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ). والمراد بالذين كفروا هنا الطائفة الأولى القائلة : ان المسيح هو الله ، والثانية القائلة : هو ابن الله ، وهذه الآية تعبير ثان عن قوله تعالى : (ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) ـ ٢٧ ص. (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا) حبن يرى الكافرون العذاب يوم القيامة يقولون : (رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا ـ الحق ـ فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ) ـ ١٢ السجدة ، وكانوا من قبل إذا دعوا إلى الحق يقولون : (قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ) ـ ٥ فصلت (لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ