وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا (٩٧) وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً (٩٨))
اللغة :
الراد المنكر. وتتفطر تنشق. وتخر تسقط. واللّد جمع ألد ، وهو الشديد في خصومته. والركز الصوت الخفي.
الإعراب :
المصدر من دعوا مفعول من أجله أي نخر لدعوتهم. والمصدر من أن يتخذ فاعل ينبغي. وان نافية وكل مبتدأ وآتي خبر أي ما منهم أحد إلا آتي. وعبدا حال أي مملوكا. وفردا حال. وكم مفعول أهلكنا والمميز محذوف أي كم قرنا أهلكنا. ومن زائدة اعرابا ، وأحد مفعول تحس.
المعنى :
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً). لقد هدد الله سبحانه الذين جعلوا له بنين وبناتا. وتوعدهم في الكثير من آياته ، منها الآية ١١٦ من سورة البقرة ج ١ ص ١٨٦ والآية ٤٨ من سورة النساء ج ٢ ص ٣٤٤ والآية ١٧١ من سورة النساء أيضا ج ٢ ص ٤٩٩ والآية ١٠١ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٣٧. ثم ذكر سبحانه قولهم هنا بهذا الأسلوب الرهيب .. وهو ان دل على شيء فإنما يدل على ان الإنسان يجرأ على ما لا يجرأ عليه كائن في الأرض ولا في السماء .. فلقد تجرأ على خالقه ، وهو يعيش في كنفه ، ونسب اليه ما تنشق السماء ، وتخسف الأرض ، وتسقط الجبال لمجرد سماعه.