الإعراب :
الا تذكرة استثناء منقطع أي لكن أنزلناه تذكرة. تنزيلا منصوب على المصدرية أي نزلناه تنزيلا. له ما في السموات مبتدأ وخبر وما بعده عطف عليه.
المعنى :
(طه). اختلفوا في المراد بطه ، فقيل : هو اسم من أسماء الله. وقيل : هو في معنى رجل ، واختاره الطبري ، حيث قال : هذا هو الأولى بالصواب لأن معنى يا طه في لغة عكّ يا رجل .. وذهب أكثر المفسرين الى ان كلمة طه في الآية حروف تهجّى مثل ألم وكهيعص ، وفي تفسير الرازي ان الامام جعفر الصادق (ع) قال : «الطاء طهارة أهل بيت رسول الله (ص) والهاء هدايتهم». وغير بعيد أن يكون هذا التفسير المنسوب الى الإمام الصادق هو السبب لقول القائلين : ان طه من أسماء النبي (ص) لأنه هو المصدر الأول لطهارة أهل بيته وهدايتهم.
(ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى). كان النبي (ص) يجهد نفسه ويتعبها بالعبادة ، وأيضا كان يجهدها ويتعبها تأسفا وحسرات على كفر الكافرين وعدم هدايتهم : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) ـ ٨ فاطر. فعاتبه الله على هذا الإجهاد ، وقال له : لم تشقّ على نفسك وتحمّلها ما لا تطيق من كثرة العبادة ومن التوجع لإعراض من أعرض عن دعوتك؟ فما لهذا اصطفيتك وأنزلت عليك القرآن ، اني أنزلته عليك لتهتدي به انت ومن اتبعك من المؤمنين ، وتذكر به الكافرين ويكون حجة لله عليهم ، فهو نعمة ورحمة على من آمن ، ونقمة على من أعرض وتمرد.
(تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى). الذي نزل القرآن هو الذي خلق الكون ، والكون كتاب الله الناطق بلسان الحال ، والقرآن كتابه الناطق بلسان المقال ، وكل منهما لخير الناس وسعادتهم فعلى م تتخذ يا محمد من نزول القرآن عليك وسيلة لتعبك واجهادك؟.