محذوف أي لو ثبت إهلاكنا إياهم. فنتبع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء لوقوع الفعل في جواب الطلب. وكل أي كل واحد. ومن أصحاب الصراط (من) استفهام مبتدأ ، وأصحاب خبر ، والجملة في محل نصب بستعلمون. ومن اهتدى عطف على من أصحاب الصراط.
المعنى :
(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ). تقدم مثله مع التفسير في الآية ١١٨ من سورة البقرة ج ١ ص ١٨٩ والآية ٧٣ من سورة الانعام ج ٣ ص ١٨٤ والآية ٢٠ من سورة يونس ج ٤ ص ١٤٤ (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى). إذا كنتم تطلبون المعجزة حقا أيها المشركون ، لا عنادا وتعنتا فهذا القرآن بين أيديكم .. فإنه معجزة المعجزات من عدة جهات ، ومنها انه بيان لما جاءت به الرسل ، ونزلت به الكتب السماوية على حقيقته .. كلا ، لستم من طلاب الحقيقة والهداية ، ولا من أهل الصدق والخير ، وما طلبتم ما طلبتم إلا للمراوغة والتحايل ، والمكابرة والعناد.
(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى). ضمير أهلكناهم يعود الى مشركي قريش ، وضمير من قبله الى النبي أو القرآن ، والمعنى لو عذبنا المشركين في الدنيا أو الآخرة دون ان نقطع حجتهم بإرسال محمد ونزول القرآن لاحتجوا وقالوا لله : أتعاقبنا قبل ان ترسل إلينا من يخرجنا من الجهل ، وينبهنا من الغفلة ، فيأمرنا بما تحب ، وينهانا عما تكره؟ ولكن الله سبحانه قطع جميع أعذارهم بعد ان أرسل اليهم محمدا (ص) بآيات مسفرة ظاهرة.
(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى). هذا إنذار بأنهم يسلكون طريق الضلالة والهلاك ، وتهديد ووعيد لما ينتظرهم من العذاب المحتوم .. ولكن ما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون إلا بمكاسبهم ومنافعهم.