الإعراب :
من ذكر (من) زائدة أعرابيا وذكر فاعل يأتيهم. ومن ربهم متعلق بمحذوف صفة لذكر. ومحدث صفة ثانية. ولاهية حال من واو يلعبون. والذين ظلموا بدل من واو أسروا. ومثلكم صفة لبشر. وأضغاث أحلام خبر لمبتدأ محذوف أي هو أضغاث أحلام.
المعنى :
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ). المراد بالحساب هنا يوم القيامة ، وهو قريب من كل انسان لأنه آت لا محالة ، وان طال الزمن ، ويتلخص المعنى بقول الإمام علي (ع) : لا تغفل فليس بمغفول عنك. وقال أيضا : وما عسى أن يكون بقاء من له يوم لا يعدوه ، وطالب حثيث يحدوه في الدنيا حتى يفارقها. (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). يستقبلون الحق بالتكذيب ، والنصيحة بالسخرية ، والتحذير من العواقب بالاستخفاف (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) عن الحق ، لا يبالون بشيء ، ولا يشعرون بمسؤولية الحساب والجزاء ، تماما كالحيوانات والحشرات.
(وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ). قال بعض المشركين لبعض في الخفاء عمن اهتدى وأسلم ، قال : من هو محمد حتى نطيعه ونتبعه؟ وهل هو إلا واحد من الناس يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ أما العلم والفضائل فكلام بلا معنى ، وأما المعجزات فهي سحر وتمويه (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ). تأتون هنا بمعنى تقبلون ، وتبصرون بمعنى تعلمون ، ولا عجب أن ينعتوا بالكذب آيات الله ودلائله التي جاءت على يد الرسول الأعظم (ص) .. فكل مكابر عنود يتذرع بمثل هذه الأباطيل إذا لزمته الحجة ، ولم يجد منها مهربا.
(قالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) قالوا عن النبي (ص) : انه ساحر. فأجابهم بأن الله يعلم صدقه ، ويعلم قولهم هذا ، لأنه تعالى لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ، وسيحاسبكم ويجازيكم بما