الإتيان بالشيء في أول أوقاته ، والسرعة الى الخير محمودة. قال تعالى : ويسارعون في الخيرات ، والعجلة مذمومة. واشتهر : العجلة من الشيطان. لا يكفون أي لا يدفعون ، تقول كففته عني أي دفعته ومنعته. وتبهتهم تحيّرهم. وينظرون يؤخّرون. وحاق نزل. ويكلؤكم يحرسكم. ويصحبون يجارون ، تقول العرب : أنا صاحب لك من فلان أي مجير لك منه.
الإعراب :
حين مفعول به ليعلم أي يعلم الوقت. وجواب لو محذوف أي لو يعلم الكافرون .. لانتهوا. وبغتة مصدر في موضع الحال من مفعول تأتيهم أي تأتيهم مبغوتين. وام لهم (ام) منقطعة بمعنى بل ، وجملة تمنعهم صفة للآلهة ، وجملة لا يستطيعون مستأنفة لا محل لها من الإعراب. والمصدر من أنّا نأتي مفعول يرون أي أفلا يرون إتياننا الأرض.
المعنى :
(خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ). حذر النبي (ص) الكافرين من عاقبة الكفر ، وأنذرهم بعذاب الله ان أصروا وتمردوا ، فازدادوا عتوا وطغيانا ، واستعجلوا العذاب ساخرين مستهزئين ، فقال لهم سبحانه : مهلا سترون صدق رسولي فيما وعدكم وأنذركم ، فلا تستعجلوا ما هو كائن ، فكم من مستعجل أمرا لو أتاه لضاق به ، وتمنى انه لم يأت .. وقال المفسرون ، وهم يشرحون هذه الآية : ان الإنسان عجول بطبعه وتكوينه ، تماما كما هو من لحم ودم .. ويلاحظ بأنه لو صح هذا ما وجد على ظهرها ذو روية وأناة ، بل وكان كل انسان عجولا في جميع أقواله وأفعاله بلا استثناء ، والصحيح ان نعت الإنسان بالعجول والكفور واليئوس ونحوه هو تفسير لسلوكه في بعض مواقفه ، وليس تحديدا لطبيعته وهويته. وقد بسطنا الكلام في ذلك عند تفسير الآية ٩ من سورة هود ج ٤ ص ٢١٣ وتفسير الآية ٣٤ من سورة ابراهيم ص ٤٤٩ من المجلد المذكور.