الإعراب :
نافلة حال من يعقوب أو مفعول مطلق لوهبنا لأن النافلة معناها الهبة. وكلا مفعول أول لجعلنا. وأقام أصلها اقامة. ولوطا مفعول لفعل محذوف أي آتينا لوطا آتيناه. وفاسقين صفة لقوم سوء. ونوحا معطوف على لوط.
المعنى :
(وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ). ضمير نجيناه لإبراهيم (ع) ، ولوط ابن أخيه ، وفي التفاسير ان ابراهيم فارق قومه الى أرض الشام ، ومنها فلسطين ، ومهما يكن فان القصد هو تشبيه محمد (ص) مع قومه بأبيه ابراهيم مع قومه ، كل من القومين عبدوا الأصنام ، ورفضوا دعوة نبيهم ، وحاولوا قتله ، وكل من النبيين أنجاه الله ، ومهد له سبيل الهجرة ، وأنعم عليه في هجرته.
(وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً). اسحق ولد ابراهيم للصلب ، ويعقوب ولد الولد ، وهو منحة من الله وتفضل (وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ) ابراهيم واسحق ويعقوب كلهم صلحاء أتقياء (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ). الأئمة هم قادة الدين الذين اختارهم الله لهداية العباد ، وأبرز صفاتهم انهم يهدون الناس كما أمر الله لا كما تأمر نساؤهم وأولادهم وأصهارهم ، ويحثون على فعل الخيرات ، لا على الحزازات والنعرات الطائفية ، وعلى الإخلاص لله وحده ، لا على الإخلاص لهم وحدهم من دون الله.
(وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فاسِقِينَ وَأَدْخَلْناهُ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ). أنظر تفسير الآية ٨٠ وما بعدها من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٥٣ والآية ٧٧ وما بعدها من سورة هود ج ٤ ص ٢٥٣.
(وَنُوحاً إِذْ نادى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَنَصَرْناهُ