الجواب : كان إهلاكهم في الدنيا عقابا على تكذيبهم الرسل الذين جاءوهم بالمعجزات كما دل قوله تعالى : (وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ) ـ ٣٧ الفرقان. وقوله : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوانُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ) ـ ١٤ ق وغير ذلك من الآيات ، أما عذاب الآخرة فهو على الكفر من حيث هو ، وعلى سائر الذنوب كالكذب والظلم ونحوه ، فالعقاب متعدد ولكن بتعدد الذنوب ، لا على ذنب واحد.
(حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ). عند تفسير الآية ٩٤ من سورة الكهف نقلنا عن بعض المفسرين أن يأجوج هم التتر ، ومأجوج هم المغول ، وأيضا قلنا عند تفسير الآية ٩٨ من السورة المذكورة : إن سد يأجوج ومأجوج قد ذهب مع الأيام لأنه لو كان اليوم لبان ، وعلى هذا يكون المراد بفتحت يأجوج ومأجوج انتشارهم في القارات .. ومهما يكن فإنّا لم نقرأ عن يأجوج ومأجوج ما تركن اليه النفس لا في التفاسير ولا في غيرها ، ولا مجال للفكر في مثل هذه الموضوعات ، لذلك نقف عند ظاهر النص القرآني ، ونترك التفاصيل لغيرنا.
(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا). المراد بالوعد الحق قيام الساعة ، وعندها تذهل عقول الكفرة الطغاة ، وتجحظ منهم الأعين ، وترتفع الجفون من شدة الهول .. وتقدم مثله في الآية ٤٢ من سورة ابراهيم ج ٤ ص ٤٥٥ (يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ). الجملة مفعول لقول محذوف أي يقولون : يا ويلنا الخ. وتقدم نظيره في الآية ١٤ و ٤٦ من هذه السورة ، والآية ٥ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٠٢.
(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ). الخطاب لمشركي مكة ، والمراد بما يعبدون أصنامهم ، وحصب جهنم وقودها ، مأخوذ من الرمي بالحصباء حيث يرمى بالمجرم في نار جهنم ، والمعنى انكم أيها المشركون أنتم وأصنامكم مقرونان غدا في جهنم .. وفي الحديث المرء مع من أحب.
وتسأل : وأية جدوى من إدخال الأصنام الى النار ، وهي أحجار ، لا ادراك فيها ولا شعور؟