والحرف في اللغة الطرف والجانب ، وهو هنا كناية عن الشرط أي يعبد الله على شرط ، ويأتي التحقيق. والمراد بالفتنة المحنة. وانقلب على وجهه ارتد عن دينه. والعشير الصاحب.
الإعراب :
ثاني عطفه حال من ضمير يجادل. والمصدر المجرور باللام في ليضل متعلق بيجادل. له في الدنيا خبر مقدم ، وخزي مبتدأ مؤخر. ويدعو لمن ضره أقرب من نفعه. اختلفوا في اللام الداخلة على من : أي لام هي؟ وذكروا لها وجوها ، أرجحها ان مفعول يدعو محذوف أي يدعو الأصنام ، ومن مبتدأ واللام لام الابتداء ، وضره مبتدأ ثان وأقرب خبر المبتدأ الثاني ، والجملة من الثاني وخبره صلة لمن. ولبئس المولى اللام واقعة في جواب القسم المحذوف ، والجملة من القسم وجوابه خبر المبتدأ الأول ، وهو لمن.
المعنى :
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ). أنت ترى هذا حقا ، وذاك باطلا .. ولكن ما يدريك ان رأيك صحيح وسليم؟ وما هو الضمان لصحة ما تراه ، فربما كان الذي رأيته حقا هو باطل ، والذي رأيته باطلا هو حق في واقعه؟
ولا سبيل الى تمييز المعرفة الصحيحة من غيرها إلا بالرجوع الى مصدرها والسبب الذي تولدت منه ، فان كان السبب صحيحا كانت المعرفة كذلك ، والا فهي باطلة لأن الفرع يتبع الأصل.
ويعود السؤال : ما هو السبب الصحيح للمعرفة؟ وبأي شيء نميزه عن غيره؟ قال جماعة من الفلاسفة : ان سبب المعرفة الصحيحة ينحصر بالتجربة الحسية. وقال آخرون : بل هو العقل ، والحواس أدوات له. أما القرآن الكريم فقد