فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (٢٨) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩))
اللغة :
بوأنا هنا بمعنى هيأنا ووطأنا لأنها تعدّت باللام. والطواف الدوران. والضامر الهزيل. والفج الطريق. والعميق البعيد. وبهيمة الأنعام الإبل والبقر والضان. والبائس هو الذي أصابته شدة. والتفث الوسخ ، يقال : قضى تفثه إذا أزال وسخه.
الإعراب :
بوأنا متضمنة معنى هيأنا ولذلك دخلت اللام على ابراهيم ، ومكان منصوب ببوأنا. ان لا تشرك (ان) مفسرة لفعل محذوف أي أوحينا اليه ان لا تشرك. ورجالا حال أي مشاة على أرجلهم. وعلى كل ضامر أيضا حال أي مشاة وركبانا. ويأتين الجملة صفة لكل ضامر والنون تعود الى كل ضامر لأنه بمعنى الجمع. والمصدر من ليشهدوا متعلق بيأتوك.
المعنى :
(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ). المراد بالقائمين المقيمون في مكة وضواحيها ، وبالركع السجود المصلون .. كانت قريش تعبد الأصنام ، وتقوم على أمر الكعبة ، وبعد أن بعث الله محمدا (ص) نصبت العداء له ولمن آمن به ، ومنعت المسلمين من الطواف والصلاة في بيت الله ، كما جاء في الآية السابقة ، ومع هذا كانت