الإعراب :
الذين هم في صلاتهم عطف بيان من «المؤمنون». وعلى أزواجهم متعلق «بحافظون». وما ملكت استعملت «ما» فيمن يعقل. والذين يرثون بدل من «الوارثون». وجملة هم فيها خالدون حال.
المعنى :
كل من قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله كان له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم في هذه الحياة ، أما في الآخرة فلن يفوز بثواب الله ورضوانه إلا إذا جمع بين الخلال التالية :
١ ـ (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ). الخشوع والخضوع ضد الاستعلاء والكبرياء ، قال تعالى : (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ) ـ ٤٥ الشورى. والخشوع في الصلاة نتيجة اليقين بالله والخوف من عذابه ، والصلاة بلا يقين ليست بشيء ، قال الإمام علي (ع) : نوم على يقين خير من صلاة في شك.
٢ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ). ان المؤمن الحق في شغل بطاعة الله عن اللغو والباطل. قال الامام علي (ع) : ان اولياء الله هم الذين نظروا الى باطن الدنيا إذا نظر الناس الى ظاهرها ، واشتغلوا بآجلها إذا اشتغل الناس بعاجلها. وقال : من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره.
٣ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ). انظر ما كتبناه في الزكاة ج ١ ص ٤٢٨.
٤ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ). المراد بملك اليمين الإماء ، ولا اثر لهن اليوم ، والزنا من الكبائر والفواحش في شريعة الإسلام ، وما فشا في مجتمع إلا كان مصيره الى الانحلال (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) أي من طلب نكاح غير زوجته وأمته فقد تجاوز حدود الله ، واستحق غضبه وعذابه.
وتسأل : هل قوله تعالى : (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ) يشمل الاستمناء باليد المكنى عنه بجلد عميرة؟