المرتفع من الأرض. وذات قرار أي مستوية يستقر الناس عليها. والمعين الماء الجاري.
الإعراب :
تترى مصدر وضع موضع الحال من الرسل أي متواترين متتابعين ، والفعل تواتروا. وبعضهم مفعول أول وبعضا مفعول ثان ، وتعدت تبع الى مفعولين بواسطة همزة التعدية. وبعدا مصدر في موضع الفعل. وهرون بدل من «أخاه». ومثلنا صفة لبشرين ولم يثن مثل لأن المراد به جنسنا.
المعنى :
(ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ). ضمير بعدهم يعود الى عاد ، وقرون أي جماعات ، وأول هذه الجماعات التي جاءت بعد عاد هي ثمود بدليل ما جاء في سورة الاعراف : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً ـ الى قوله ـ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ) ـ ٧٤» (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ). كل شيء ، ما عدا الله سبحانه ، له أمد وأجل ، لا يتقدم عليه ، ولا يتأخر عنه ، ومنه إهلاك الأمم التي كذبت رسلها ، وقد كان العذاب يأتيها بغتة دون تنبيه واشعار (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا). كانت الأمم تأتي متتابعة الواحدة تلو الأخرى ، وكذلك الرسل كان الواحد منهم يأتي تلو الآخر ، لأن الله سبحانه جعل لكل أمة رسولا.
(كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ) أو قتلوه لا لشيء إلا لأنه جاءهم بما لا تهوى أنفسهم ، كما نصت الآية ٨٧ من سورة البقرة : (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) .. (فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ). ضمير بعضهم وجعلناهم يعود الى الأمم التي كذبت رسلها ، والمعنى ان الله أهلك الأمم التي كذبت رسلها الواحدة تلو الأخرى ، وجعلها عبرة