إذا الشرطية. ومستكبرين حال من واو تنكصون. وبه الضمير للقرآن. وسامرا حال أي سامرين.
المعنى :
(بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ). ضمير قلوبهم للمشركين ، وهذا اشارة الى ما ذكره سبحانه في الآيات السابقة من صفات المؤمنين ، وهي الايمان بآيات الله ، والخوف منه ، والمسارعة الى الخيرات ، والمعنى ان المشركين في غفلة عن هذه الصفات .. وأيضا لهم سيئات غير الشرك والغفلة ، فإنهم يسخرون من القرآن ، ويفترون على رسول الله ، ويقولون : ساحر مجنون (هُمْ لَها عامِلُونَ). وتسأل : ان ضمير لها يعود الى الأعمال ، وعليه يكون المعنى هم عاملون للأعمال؟ الجواب : المراد بالأعمال هنا السيئات : فكأنه قال ، عظمت كلمته : هم يعملون السيئات.
(حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ). هذا هو دأب المترفين ، يتمادون في الغي والضلال (انظر تفسير الآية ١٦ من سورة الإسراء) ولا يحسبون للمفاجاة والمخبآت ، ولا يعتبرون بالسابقين من أمثالهم ، حتى إذا وقعت الواقعة ، وآن أوان الحساب والجزاء رفعوا أصواتهم بالبكاء والعويل خاضعين متضرعين حيث لا ناصر ولا معين ، ولا كلمة تواسي أو تتوجع إلا قول العزيز القهار : (لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ). لا تستغيثوا ولا تتضرعوا فهذا يوم حساب وجزاء ، لا يجدي فيه تضرع واستغاثة ، ولا ينجو من عذابه إلا من عمل له.
(قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ). حذرهم سبحانه بلسان رسله من هذا اليوم مرات وبشتى الأساليب ، فأبوا إلا التكذيب والعناد ، فجزاهم بما أسلفوا ، ولا يظلم ربك أحدا (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ).
ضمير به للقرآن ، ومستكبرين أي مكذبين ، لأن الاستعلاء يتضمن معنى التكذيب ولذا تعدى بالباء ، والمعنى انهم كذبوا بالقرآن ، واتخذوا منه وممن نزل عليه موضوعا للسمر والهذيان (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) وهو القرآن وما فيه من الدلائل على التوحيد وصدق محمد (ص). (أَمْ جاءَهُمْ ـ محمد ـ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ