الإعراب :
قليلا ما تشكرون (قليلا) صفة لمفعول مطلق محذوف أي شكرا قليلا ، وما زائدة اعرابا.
المعنى :
(وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ). بعد أن بيّن سبحانه ضلال المشركين ، وانه لا عذر لهم في تكذيب محمد (ص) ، بعد هذا خاطب جل وعز نبيه الكريم بأنه يملك الحجج الكافية الوافية على انه محق في دعوته ، وان المشركين الذين كفروا به وباليوم الآخر قد زاغوا عن الحق ، وضلوا طريق الخير والهداية ، وانهم ما يضرون بذلك إلا أنفسهم ، أما أنت يا محمد فما يضرونك من شيء.
(وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ). بعد أن هاجر رسول الله (ص) من مكة الى المدينة ضيّق على قريش ، فبعث السرايا تقطع عليهم الطريق ، وكان يقود بعضها بنفسه ، وأمر بمقاطعتهم كل من آمن به ، فوقعوا في شدة وحرج ، ولكنهم ظلوا على بغيهم وكفرهم ، ولو ان الله سبحانه كشف عنهم ما هم فيه لما اعتبروا وما رجعوا عن ضلالهم (وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ). ان حذرهم وأنذرهم يعرضون ، وان أخذهم بالعذاب لا يعتبرون ، وان كشفه عنهم يتمردون .. وهكذا الى يوم يبعثون حيث ينكشف الغطاء لهم ويشاهدون جزاء غفلتهم وتمردهم ، وعند ذلك ينقطع منهم الأمل في النجاة ، وييأسون من كل خير ، ويندمون على ما فات «ولات ساعة مندم».
(حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) أي آيسون ، وقد حذرهم سبحانه من هذا العذاب الشديد ، وتقدم اليهم بالوعيد ، ولكن هانت عليهم أنفسهم فأوردوها مورد الهلكة والهوان (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ) لتنتفعوا بما تسمعون وتبصرون وتدركون من خير وصلاح .. ان نعم