خبر لمبتدأ محذوف أي هو الرحمن. ونفورا تمييز محول عن فاعل ، والأصل زاد نفورهم. وخلفة مفعول ثان لجعل ، وقال أبو حيان الأندلسي : هي حال.
المعنى :
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ) تقدم بالحرف الواحد في الآية ١٨ من سورة يونس ج ٤ ص ١٤٣ (وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً) أي يعين أهل الباطل على أهل الحق ، وكل من أعان الباطل فقد أعان على الله ونصب له العداء ، وان سبحه وقدسه بلسانه ، قال الرسول الأعظم (ص) : «من أعان ظالما ، وهو يعلم انه ظالم فقد بريء من الإسلام». ومهما شككت فاني لا أشك في أن من يتعمد الظلم كافر ، بل الكافر «العادل» خير منه ، والآيات القرآنية كثيرة وصريحة في ذلك ، أما الأحاديث النبوية فقد تجاوزت حد التواتر .. أجل ، علينا أن نعامله في الظاهر معاملة المسلم ، لا لشيء إلا لقوله : لا إله إلا الله محمد رسول الله.
(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً) تقدم بالحرف في الآية ١٠٥ من سورة الاسراء (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً). لا مطمع لي فيكم ولا في أموالكم ، ولا أريد أن أبيعكم أذرعا في الجنة ، إن أريد إلا الإصلاح ، فمن شاء منكم أن يتخذ السبيل الى الهداية فأجره على الله. وتقدم مثله في الآية ٩٠ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٢١ والآية ٨٨ من سورة هود ج ٤ ص ٢٦١.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً). بشّر وأنذر يا محمد متوكلا على الله ، مخلصا له في أقوالك وأفعالك ، ومنزها مقامه عن المثيل ، وعن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته ، وهو أعلم بمن ضل عن سبيله فيحاسبه ويجازيه (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ). المراد بالاستواء الاستيلاء ، والأرجح ان المراد بالأيام الدفعات أو الأطوار ، إذ لا أيام قبل وجود الكون والشمس ، وتقدمت هذه