اليانع الناضج. وفارهين من الفره وهو النشاط والفرح. ومسحّرين مبالغة في المسحورين. والشرب بكسر الشين النصيب.
الإعراب :
آمنين حال من واو تتركون. وفي جنات بدل من فيما هاهنا بإعادة حرف الجر. وفارهين حال من واو تنحتون.
المعنى :
تقدمت قصة صالح (ع) في سورة الاعراف الآية ٧٣ ـ ٧٩ ج ٣ ص ٣٤٩ ـ ٣٥٢ وفي سورة هود الآية ٦١ ـ ٦٨ ج ٤ ص ٢٤٣ ـ ٢٤٦.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ). تقدمت هذه الآيات بألفاظها في المقطع السابق الخاص بهود ، والذي قبله الخاص بنوح ، وقلنا : ان السر في ذلك وحدة الرسالة.
(أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ). كانت ثمود غارقة في الترف والرخاء .. أثمار وأنهار ، وقصور وأنعام غافلين عن كل شيء إلا عن شهواتهم وملذاتهم ، فحذرهم أخوهم صالح من سوء العاقبة وقال لهم : أتغفلون عن الله ، وهو غير غافل عنكم؟ وهل أمنتم المفاجئات والمخبآت؟. (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ). المراد بالمسرفين المفسدين الرؤساء والزعماء لأنهم أصل الداء والبلاء إلا من ندر ، فلا دين ولا قيم في مفهومهم إلا مصلحتهم ومصلحة ذويهم .. وكان في قوم صالح تسعة من هؤلاء المسرفين المفسدين كما في صريح الآية ٤٨ من سورة النمل : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ).
(قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ). لقد سحرك ساحر ، وأفسد عقلك حتى