عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٣) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٤) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٧٥))
اللغة :
الذكران جمع ذكر. وعادون جمع عاد وهو المعتدي. والقالون جمع القالي وهو المبغض. والغابرين جمع الغابر وهو الباقي.
المعنى :
تقدمت قصة لوط في سورة الاعراف الآية ٨٠ ـ ٨٤ ج ٣ ص ٣٥٢ ـ ٣٥٤ وفي سورة هود الآية ٧٧ ـ ٨٠ ج ٤ ص ٢٥٢ ـ ٢٥٤.
(كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) أخوهم في المعاشرة والسكنى ، لا في الدين ولا في النسب ، حيث جاء وعمه ابراهيم الخليل (ع) من بابل الى مصر ثم الى فلسطين حوالى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وأقام لوط في وادي الأردن ، وابراهيم في المرتفعات التي في الشمال (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ). بدأ لوط بما بدأ به نوح وهود وصالح (ع) ، لأن رسالة الجميع واحدة .. اقرأ في هذه السورة الآيات التي تحدثت عن كل واحد منهم.
(أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ). أترتكبون هذا الفعل الشنيع بالذكور من أولاد آدم (وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ). انكم بهذا تخالفون حكم الفطرة ، وقانون الطبيعة ، والغرض المقصود من خلق الذكر والأنثى .. ولذا تأبى عملكم الحيوانات والوحوش وتنفر منه .. ولكن مجلس العموم البريطاني شرع اللواط ، وأعطى الدليل بذلك على ان بريطانيا أخس من الحيوانات في أخلاقها وقيمها .. وغير بعيد أن يكون هذا نتيجة لتاريخها الاستعماري الطويل البغيض ، فإن للطغيان