ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٩٠) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٩١))
اللغة :
الايكة الشجر الملتف الكثيف. والمخسرين بكسر السين والراء جمع المخسر وهو الذي إذا عامله أحد الناس خسر لأنه يأخذ منه أكثر من حقه. والقسطاس الميزان. والبخس النقص. والجبلة الخلقة والطبيعة. وكسفا جمع كسفة وهي القطعة. والظلة بضم الظاء هي السحابة التي استظلوا بها من العذاب فأحرقتهم.
المعنى :
تقدمت قصة شعيب في سورة الاعراف الآية ٨٥ ـ ٩٣ ج ٣ ص ٣٥٥ ـ ٣٦٤ وفي سورة هود الآية ٨٤ ـ ٩٥ ج ٤ ص ٢٥٦ ـ ٢٦٤.
(كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ). قال المفسرون : أصحاب الايكة طائفة من الناس كانوا يسكنون في مكان قريب من مدين ، فيه شجر كثير (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ). لم يقل سبحانه أخوهم شعيب كما قال : أخوهم هود ، وأخوهم صالح لأن شعيبا ليس من مدين نسبا ، ولا صلة له بأصحاب الايكة الا صلة الجوار ، وقد بعثه الله اليهم كما بعثه الى قومه أهل مدين (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ). تقدم هذا بالحرف في الآيات السابقة على لسان نوح وهود وصالح ولوط ، وهو كلام كل نبي دون استثناء.
(أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ). تقدم مثله في الآية ٨٥ من سورة الأعراف ج ٣ ص ٣٥٦ والآية ٨٤ من سورة هود ج ٤ ص ٢٥٧ (وَاتَّقُوا