اللغة :
الظهير المعين. والمراد بصرّ فنا هنا بيّنّا أو كررنا. والكفور الجحود.
الاعراب :
لئن اللام للقسم وان شرطية. وإلا رحمة (رحمة) مفعول مطلق لفعل محذوف أي إلا أن يرحمك الله وقيل : مستثنى منقطع. ولا يأتون مرفوع لأنه جواب القسم وساد ايضا مسد جواب الشرط في «لئن».
المعنى :
(وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ). قال الرازي : لما بين تعالى في الآية السابقة انه ما آتاهم من العلم إلا قليلا بين هنا انه لو شاء ان يأخذ منهم هذا القليل لقدر عليه ، وذلك بأن يمحو حفظه من القلوب ، وكتابته من الكتب (ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً) تعتمد عليه في رد ما أخذناه منك (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) فهو وحده القادر على رد ما يأخذه منك وارجاعه اليك (إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً) يا محمد بما أعطاك من العلم والسيادة على الناس أجمعين.
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً). تكلمنا عن ذلك مفصلا في ج ١ ص ٦٦ عند تفسير الآية ٢٣ من البقرة.
(وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) فيما يعود الى العقيدة والشريعة والأخلاق ، وأقمنا البراهين القاطعة ، والأدلة الواضحة (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) ونفورا من الحق لأنه مرّ وثقيل لا يصبر عليه إلا المتقون.