المادية والروحية ، لا لإحداهما دون الأخرى.
٤ ـ اشتهر عن الرسول (ص) انه قال : اسري بي على دابة يقال لها البراق. ومن الواضح ان الاسراء بالروح فقط لا يحتاج إلى الدابة ولا إلى غيرها. وبهذه المناسبة نشير إلى مقال نشرته جريدة «الجمهورية» المصرية لمحمد فتحي أحمد بعنوان «المضمون العلمي للاسراء والمعراج» جاء فيه :
«امتطى الرسول الكريم راحلة يقال لها البراق ، وهي على ما ذكر الحديث دابة فوق الحمار ودون البغل ، وفي ذلك تلقين إلهي لنا بوجوب التعلق بالأسباب ، فلم يكن عزيزا على ربنا أن ينقل رسوله من مكة إلى القدس دون وسيلة من وسائل النقل بحيث يجد الرسول نفسه فجأة على أبواب المسجد الأقصى ، ولكنه جلت حكمته قضى بأن يجري كل شيء على قوانين لا تتبدل ولا تتحول .. وفي استخدام هذه الراحلة التي قطعت المسافة الطويلة في سرعة مذهلة تحريض للعقول على النظر في ابتداع وسائل جديدة تقطع المسافات البعيدة في مدة وجيزة .. ثم نسأل الذين يعلمون : ما هي أقصى سرعة تجري في كون الله طبقا لما انتهى اليه العلم؟. ويأتينا الجواب بلا تردد انها على وجه اليقين سرعة الضوء ، وهي ٣٠٠ ألف كيلومتر في الثانية الواحدة .. والبراق الذي امتطاه الرسول كان ينطلق بسرعة ضوئية لأن كلمة البراق مشتقة من البرق .. ومن خلال المحاولات العلمية في دراسة الفضاء توصل الإنسان إلى معرفة كثير من الأسرار ، واستطاع بسلطان العلم أن ينفذ من أقطار الأرض إلى عجائب الملكوت ، ولكن العلم المادي وحده ينسي الإنسان خالق الكون ، وحادث الاسراء والمعراج يعطينا درسا بأن المادة والروح متلازمان فقد كان الرسول بعروجه إلى الملأ الأعلى على هيئته بشرا من مادة الكون وقبسا من روح الخالق الأعظم ، وكان جبريل يمثل الدليل الأمين ، ولا مانع من أن نرمز اليه في الرحلة بسلطان العلم الذي يجب أن يقودنا في رحلتنا بهذه الحياة إلى خالق الأكوان».
وأغرب ما قرأته في هذا الباب قول من قال : ان إسراء النبي (ص) كان بروحه ، لا بجسده الشريف مستدلا بما روي عن عائشة ان جسد النبي لم يفارقها تلك الليلة .. مع العلم بأن عائشة كانت صغيرة حين الاسراء ، ولم تكن زوجة لرسول الله (ص) .. فالرواية تكذب نفسها بنفسها.