في مصر رمزيين. وان للشيعة الاثني عشرية كتبا في العقائد تسالموا عليها وأجمعوا على الأخذ بها ، كأوائل المقالات للشيخ المفيد ، وقواعد العقائد لنصير الدين الطوسي ، وشرحه للعلامة الحلي ، وما جاء في شرح التجريد من التوحيد وصفات الله والقضاء والقدر والنبوة والإمامة والمعاد.
وكانت تظهر أمامي ـ وأنا أبحث وأنقب في المصادر ـ تفاسير باطنية لشيوخ من السنة ، فأهملها لأنها لا تلتقي مع تفسيري وغايتي في شيء ... وحين احتج الدكتور بمرج البحرين فكرت طويلا لعلي أتذكر تفسيرا واحدا من تلك التفاسير لأنقض به قول الدكتور ، فخذلتني الذاكرة وأنا في أشد الحاجة الى مؤازرتها ... ثم انتقلنا الى موضوع آخر ... ومن الصدف اني كنت أفسر سورة الفتح حين جرى النقاش بيننا ، وفي اليوم التالي وصلت بالتفسير الى قوله تعالى : (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) وإذا بي أقرأ في تفسير روح البيان لإسماعيل حقي والتسهيل للحافظ بن أحمد الكلبي ، وهما من أهل السنة ، قرأت فيهما ما نصه بالحرف : «كزرع أخرج شطأه بأبي بكر ، فآزره بعمر ، فاستغلظ بعثمان فاستوى على سوقه بعلي». فانتقل بي هذا التفسير الباطني الى ما قرأته منذ زمان في كتاب حياة الإمام أبي حنيفة للسيد عفيفي ان السيوطي قال : «ذكر العلماء ان النبي (ص) بشّر بالإمام مالك في حديث : «يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أعلم من عالم بالمدينة» وبشّر بالإمام الشافعي في حديث : «لا تسبوا قريشا فإن عالمها يملأ الأرض علما» وبشّر بالإمام أبي حنيفة في حديث : «لو كان العلم معلقا عند الثريا لتناوله رجال من أبناء فارس».
وفي الحال اتصلت هاتفيا بالدكتور مصطفى محمود ، وقرأت له تفسير الكلبي وحقي ، وقلت له : هل تجيزني أن أنسب هذا التفسير الى جميع السنة واجعلهم والبابيين سواء كما فعلت أنت ونسبت الاثني عشرية الى ما نسبت لا لشيء إلا لأن واحدا منهم قال ما قال؟ فما زاد في الجواب شيئا على قوله : «تمام ... تمام».