الإعراب :
فيكم خبر ان ورسول الله اسمها ، والغرض من هذا الاخبار أن يعظموا الرسول ، ولا يخبروه إلا بالصدق والواقع. فضلا منصوب على المصدر أو مفعول من أجله لفعل محذوف أي فعل الله ذلك تفضلا وانعاما.
المعنى :
(وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) وأشرف الأولين والآخرين ، فعليكم أن تعظموه ولا تخبروه إلا بالحق والصدق (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ). هذا أمر من الله تعالى موجه الى المؤمنين بأن يسمعوا للرسول ويطيعوا ولا يشيروا عليه بما يعلم من الله ما لا يعلمون ، ولو استجاب الى الكثير مما يدعونه اليه لتعبوا ووقعوا في الجهد والإثم.
(وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ). أمر الله عباده أن يؤمنوا به ويطيعوه ، وبيّن لهم محاسن الايمان والطاعة ، ورغّبهم في ذلك بكل أسلوب ، ووعد من آمن وعمل صالحا بالثواب الجزيل والأجر العظيم ، ونهاهم عن الكفر والمعصية وبيّن مساوئهما ، وهدد من كفر وعصى بأشد العذاب ، ووصف هذا العذاب بما لا يمكن أن يحده عقل أو يتصوره انسان إلا بعد البيان ، وأي انسان يتصور عذابا ما هو بالموت ولا بالحياة!
وأرسل سبحانه رسله الى الناس ليبلغوا أمره ونهيه ووعده ووعيده ، فمنهم من استجاب حقا وصدقا ، ومنهم من أعرض وعاند ، ومنهم من استجاب خوفا على مصالحه وطمعا بالغنيمة ، والذين استجابوا لله والرسول حقا وصدقا في كل ما دعا اليه هم الراشدون المعنيون بقوله تعالى : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) الخ. أي حببه سبحانه اليهم وزينه في قلوبهم بما بينه من محاسن الايمان والترغيب فيه بالثواب الجزيل ، وكرّههم في الكفر بما بيّنه من مساوئه ، والتهديد عليه بالعذاب الأليم.