الإعراب :
إن هي «ان» نافية. وبمنشرين الباء زائدة ومنشرين خبر نحن. والذين من قبلهم منصوب بفعل محذوف أي وأهلكنا الذين من قبلهم. ولاعبين حال. وأجمعين تأكيد لضمير ميقاتهم. ويوم لا يغني بدل من يوم الفصل.
المعنى :
(إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ). هؤلاء إشارة الى مشركي مكة. قالوا : لا حياة ولا نشور بعد الموت ، واحتجوا بقولهم : (فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) انهم لا يؤمنون بأن الله قادر على إحياء الموتى إلا إذا رأوا ذلك عيانا ... وذهلوا عن النشأة الأولى ، وان الذي أوجد الإنسان ، ولم يكن شيئا مذكورا ـ قادر على أن يحيى العظام وهي رميم.
(أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ). كان للتبابعة دولة وصولة في اليمن وغيرها ، وكانوا أحسن حالا وأكثر مالا من قريش ، ولما عتوا عن أمر ربهم أخذهم بالهلاك والدمار ، وكذا أهلك قوم نوح وعادا وثمود لكفرهم وإجرامهم ، فكيف أمن قومك يا محمد عواقب الكفر والفساد؟ ولو اعتبروا لأبصروا وآمنوا ، ولكنهم قوم لا يفقهون (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ). إن الله حكيم ، والحكيم منزه عن العبث ، فلا يخلق شيئا إلا لمصلحة تعود الى الخلق ... والغاية من خلق الإنسان أن يحيا حياة طيبة خالدة الى ما لا نهاية ، وعليه فلا بد من البعث والنشر ، وإلا كان خلق الإنسان عبثا. أنظر تفسير الآية ٣٣ من سورة لقمان فقرة لما ذا خلق الله الإنسان؟. (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ان الله خلق الكون بما فيه لحكمة وغرض صحيح.
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ). يوم الفصل هو يوم القيامة الذي يجمع الله الناس فيه لنقاش الحساب وجزاء الأعمال ، وميقاتهم هو موعد ذاك الجمع والحساب والجزاء (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ). لا جاه