الإعراب :
والذاريات الواو للقسم. وذروا مفعول مطلق. وقرا مفعول به. يسرا صفة لمفعول مطلق مقدر أي جريا يسيرا. أمرا مفعول به. وانما توعدون «انما» كلمتان «انّ» التي تنصب الاسم وترفع الخبر و «ما» الموصولة ، والعائد محذوف أي ان الذي توعدونه من الحساب والجزاء ، والجملة جواب القسم في والذاريات. والسماء الواو للقسم. وانكم جوابه. وضمير عنه يعود الى الدين. والذين بدل من «الخراصون». وهم مبتدأ وفي غمرة خبر وساهون خبر ثان. أيّان بمعنى متى خبر مقدم ويوم مبتدأ مؤخر أي متى وقت يوم الدين. ويوم هم «يوم» منصوب بفعل مقدر أي يقع يوم هم و «هم» مبتدأ ويفتنون خبر وعلى النار متعلق به. وجملة ذوقوا مفعول لقول مقدر. وهذا الذي مبتدأ وخبر.
المعنى :
(وَالذَّارِياتِ ذَرْواً فَالْحامِلاتِ وِقْراً فَالْجارِياتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً). في تفسير هذه الأوصاف الأربعة آراء ، يقول بعضها : المراد بالذاريات الرياح ، وبالحاملات السحاب ، وبالجاريات السفن ، وبالمقسمات الملائكة ، وأرجح الأقوال ان الأربعة بكاملها من أوصاف الرياح ، فهي ذاريات لأنها تذرو التراب وغيره ، قال تعالى : (هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ) ـ ٤٥ الكهف. وأقسم سبحانه بالرياح للاشارة الى منافعها ، ولأن لله أن يقسم بما شاء من خلقه. أنظر ج ٦ ص ٣٣٠ فقرة «الله والقسم بخلقه». الوصف الثاني (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) بكسر الواو ، وهو الحمل الثقيل ، والمراد هنا ان الرياح تحمل السحاب الثقال ، قال تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ) ـ ٥٧ الأعراف. الوصف الثالث (فَالْجارِياتِ يُسْراً) تجري الرياح بيسر وسهولة ، وهي تحمل السحاب. الوصف الرابع (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) الرياح تفرق الأمطار على البلاد ، كما قال سبحانه في آية ٥٧ من (الأعراف) : (سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ).